عصام اكرم الفيلي/ بداية لابد لي من القول ان الفيلي الذي لا يعترف بكرديته فهذا لا يهمني ولا يعنيني بشي ، والكردي الذي لا يعرف أو لا يعترف بالشخصية الفيلية نداً تاريخياً واجتماعياً وسياسياً كامل الاهلية والكيان والعنوان وذو خصوصية واضحة التضحيات ناصعة التاريخ هذا ايضاً لا يهمني بشي ، ولست بحاجة أو في معرض محاولة الاثبات للآخرين إن الفيلي هو كردي قالها أم لم يقلها كتبها أم لم يكتبها .

مسألة البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة هي نفسها تلك الجدلية القومجية المتكررة حول موضوع الكردي والفيلي ، فهذان الجزءان المنحدران من اصل واحد والمندمجين في كيان وامتداد تاريخي واحد لا يمكن فصلهما بأي حال من الاحوال بالطبع ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن القبول بكون احدهما التابع والاخر المتبوع ، حين تقول انك فيلي فهذا تأكيد لهويتك الكردية في حين ان العكس ليس صحيحاً ابداً ، فقولك انك كردي هو عنوان عام لا يشير الى خصوصيتك الفيلية ولا ينطبق على تضحيات الفيليين الذين لولا فيليتهم لما كانوا تعرضوا لما تعرضوا له ، وابسط واوضح مثال هو ان الفيليون هجروا الى ايران في حين ان الكردي لم يشمله هذا بل ان منهم من تسنم اعلى المناصب في الدولة الصدامية لكونه كردي لا لكونه فيلي ، وتعلمون ان ترشيح الملا مصطفى للمرحوم حبيب محمد كريم الفيلي لمنصب مهم ابان اتفاقية اذار تم رفضه من قبل صدام حسين وحزبه المقبور لكونه فيلياً لا لكونه كردياً ، وفي ذلك الوقت الذي رفض فيه البعث وكلابه وجلاوزته مرشح فيلي واحد ولمنصب واحد كانت القيادات الكردية بنفس الوقت تدخل في مفاوضات مع الحكومة البعثية وتعقد معها الاتفاقيات !

ولهذا فأن الاعتزاز بكلمة فيلي ليس بالضرورة انسلاخ عن القومية وانما هو تأكيد للهوية الفيلية واعتزاز بخصوصيتها وعمق مأساتها في الضمير الفيلي لا اكثر ولا اقل ، فلماذا يستكثر القومجيون علينا ذلك !؟ ،، لماذا لا يتحملون ولا يتقبلون اعتزاز الفيلي بفيليته الخالصة وتقديمها على اي مسمى آخر !؟ هؤلاء لهم مطلق الحرية في تصور ما يشاءون او ما تفرضه عليه اجنداتهم الحزبية أو مرجعياتهم السياسية او حتى موروثهم الاجتماعي أو المذهبي ،، ولكن عليهم عدم المزايدة على الفيليين في هذا الشأن .

نحن لا ننكر وجود هجمة مشبوهة يقف خلفها اتباع مأجورون تعودوا الذل على ابواب السفارات ، ولكن تلك الفقاعات ليس بالضرورة انها تريد سلخ الفيلي عن قوميته وحتى إن كانت تريد فليس بالضرورة انها تستطيع ، وما علينا سوى تجاهلها واهمالها لتنزوي في افقها المحدود الذي رسم لها في تلك السفارات والبيوت المأجورة ، والا فنحن دون ان ندري أو نعي نقوم بالترويج لها من باب الاعلان المعاكس ، وهذا بحد ذاته فوز مجاني نهديه لهم من حيث لا نشعر ، وعلى المتحزبين من الفيليين وانا اولهم الا يضعوا انفسهم في خانة مفضوحة مهما كانت عناوينها البراقة ووسائل ترويجها اكثر بريقاً وان يحترموا الخصوصية الفيلية كواجب ، لا منة من أحد ولا تفضلاً من حزب ، ولا تكرماً من اناس مؤدلجين على فكر نمطي واحد سواء بإرادتهم أو رغماً عنهم .