علي حسين فيلي/ يحكى ان احد "المجانين" في بغداد اصطحب للعلاج لدى احد الأطباء النفسانيين والذي شخص له علاج الـ"كي" ضمن 12 جلسة، وقد بدأ بها ليهرب المريض بعد السادسة منها، وبالصدفة يراه الطبيب في احدى الازقة، ويسال المريض لما لم تكمل بقيت الجلسات، فأجاب بدوره أيها الطبيب تمالكني الخوف، ولم استطع الاستمرار، ليسأله – أي الطبيب – ولمَ الخوف، أجاب على الفور خفت من ان اصبح عاقلا بقدر لا أتمكن من العيش في هذا البلد المسمى بالعراق.

احد اهم الأسباب الرئيسة لعدم رجوع الاغلبية الساحقة من الكورد الفيليين الى العراق، هو بسبب تعقلهم وعدم تحملهم للوضع مرة أخرى، واشرت الى تلك القصة لكي أقول انه عندما يمنح الخالق الفهم والمعرفة لاحد تزداد معاناته وآلامه اكثر من الباقين، والفيليون اليوم اكثر ما يحزنهم الأوضاع الداخلية في العراق اكثر من ساكنيه انفسهم، وكلما تعدد النوع وازدادت احجام الكوارث المتعاقبة الذي هو غير قابل للتصور والتحمل على الانسان في جميع طوائفه وفئاته في هذا البلد، يرافق هم ما يصار أبناء الشريحة أينما حلوا وارتحلوا.

الفيليون حالهم حال الاخرين لا يختلفون عن الناس بان الشعور بالالم هو ملازم للحياة وعندما يبتهلون الى الله يطلبون منه التقليل من آلم العراقيين، حتى لو كان الثمن البقاء بالغربة والتشرد بين البلدان، وحتى ان لم يسترجعوا حقوقهم، او يعثروا على رفات مغيبيهم.