شفق نيوز / أشر رئيس فريق التحقيق الدولي الأممي في جرائم تنظيم داعش (يونيتاد)، كريستيان ريتشر، يوم الخميس، ارتفاعاً كبيراً في عدد المقابر الجماعية التي تسبب بها التنظيم داخل العراق.
جاء ذلك، على هامش مؤتمر حول تنظيم "داعش"، عقدته وزارة الخارجية الألمانية، في العاصمة برلين، بهدف بحث مسألة "التدفقات المالية للمتطرفين".
وقال ريتشر خلال المؤتمر، إن "هذه المقابر دليل مهم يمكن من خلاله استنتاج عدد الأشخاص الذين قتلهم تنظيم داعش"، مؤكداً أن "فريق التحقيق الدولي في سباق مع الزمن، لأن القبور تخضع لتأثيرات طبيعية".
وأضاف أن "استخدام مسار الأموال ممكن لتحديد من يقف وراء منهجية هذه الجرائم الوحشية العديدة"، مشدداً على ضرورة "تقديم المسؤولين المتورطين في التخطيط لهذه الجرائم، حتى في المستويات القيادية، إلى المحاكمة".
وأوضح ريتشر أن "جرائم الحرب التي ارتكبها داعش تم تنظيمها بدرجة عالية من البيروقراطية"، مردفاً بالقول "لم تكن هذه أفعالاً منفردة.. يبدو أنه كان مخطط لها للغاية، ويتضح ذلك أيضاً من عرض المقابر".
وأشار المحقق الدولي، إلى أن "كل شيء ينم على أن القيادات العليا كانت تعلم أيضاً ما كان يحدث على الجبهة"، منوّهاً إلى أن "تنظيم داعش ترك وراءه عدداً هائلا من المستندات، والتي سيُجرى الآن رقمنتها وتقييمها على قدم وساق".
ويرأس المدعي العام الاتحادي الألماني السابق "ريتشر" فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة (يونيتاد)، ومقره بغداد منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
ومنذ أكثر من عشرة أعوام يحقق ريتشر في جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، من بينها أيضا جرائم وقعت في رواندا وسوريا.
وكان ريتشر يرأس قسم القانون الجنائي الدولي في مكتب المدعي العام في مدينة "كارلسروه" الألمانية، وتم تكليف "يونيتاد" لدعم العراق في كشف جرائم "داعش".
و"داعش" سيطر على نحو ثلث مساحة العراق صيف 2014، قبل أن تعلن بغداد استعادة كامل أراضي الدولة في 2017، لكن خلايا نائمة للتنظيم ما زالت تنتشر في مناطق واسعة هي المسؤولة عن الهجمات التي تشهدها البلاد.