شفق نيوز/ اتهم وجهاء وشيوخ ومثقفو سامراء في صلاح الدين، يوم الجمعة، العتبة العسكرية باحداث تغييرات ديموغرافية ودينية وسلب ممتلكات المدينة والتضييق على السكان، مطالبين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل وإيقاف تلك الممارسات التي تضعف السبل المعيشية للمواطنين.
وبحسب بيان رسمي، ورد لوكالة شفق نيوز، طالب وجهاء وشيوخ ورجال دين ومثقفون في سامراء، بـ"وقف أعمال الاستيلاء والتغيير الديموغرافي، وممارسات التضييق المعيشي في المدينة من قبل العتبة العسكرية".
ووفق البيان، أعربوا عن تفاجئهم من "الضغوط التي تمارسها العتبة العسكرية على بلديات المدينة للاستيلاء على قطعتي أرض بمساحة 48 و138 دونماً وضمها للعتبة على الرغم من أنها خصصت لإنشاء مجمعين سكنيين أحدهما عمودي و الآخر أفقي قبيل العام 2003، ونسب الإنجاز فيها بلغت 4% "، مؤكدين إبرام اتفاقية عراقية - مصرية خلال السنوات الأخيرة لاستكمال المجمعين السكنيين وتوزيع الوحدات السكنية على ذوي الدخل المحدود على الرغم من حرمان سامراء من الأراضي السكنية، وعدم توزيع أي قطعة أرض فيها منذ 10 سنوات.
وانتقد البيان، ما أسماه قيام العتبة العسكرية في حرمان السكان من التصرف باملاكهم، واستمرار أعمال السلب والاستيلاء التي بدأت بالاستيلاء على الجامع الكبير والمدرسة العلمية وأملاك بلدية سامراء، مبينين أن، إجراءات الاستيلاء والسلب تتم بمعزل عن أهالي سامراء وطبقاتها المسؤولة.
وتابع بيان وجهاء العشائر: "من المجحف استيلاء نحو 1000 أُسرة من منتسبي العتبة العسكرية على أملاك سامراء، وتحويلها إلى معسكر متعدد القيادات، ومغلق معيشياً على الرغم من ما يقدمه أهالي سامراء للزائرين من جميع المحافظات بعيداً عن الانتماء والطائفية ومنذ سنوات طويلة".
وتساءلوا: "هل يٌجازى أبناء سامراء هكذا بعد تصديهم للبطش والارهاب الداعشي وانطلاق عمليات التحرير في صلاح الدين من المدينة؟ ، مطالبين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ"التدخل العادل وإرجاع الحقوق لاهلها، وادارة العتبة العسكرية من أهلها، وإلغاء قانون إدارة العتبات رقم 19 لعام 2005".
وناشدوا المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة "التدخل ووقف إجراءات وتصرفات إضعاف سبل العيش الكريم في سامراء والاستهداف المستمر لأهالي المدينة"، مشددين على ضرورة "وقف قرارات وممارسات الاستيلاء، وتعويض المتضررين منها، وإعادة الحقوق لأهلها، وإطلاق المشاريع المخصصة لسامراء بعد رفع مستوى الدوائر الخدمية في المدينة الى مديريات بقرار من السوداني، وكشف مصير المختطفين والمغيبين قسرا".
ورفضت العتبة العسكرية، الإدلاء بأي تصريح إعلامي لوكالة شفق نيوز، بسبب "أوامر وتوجيهات عليا تمنع التصريح" بحسب إعلام العتبة.
وتقع مدينة سامراء على بعد 125 كيلومترا شمال العاصمة بغداد، وتحوي مرقدي الاماميين الحسن العسكري وعلي الهادي (العاشر والحادي عشر لدى الشيعة الامامية الاثنا عشرية)، تحدها من الشمال مدينة تكريت، ومن الغرب الرمادي، ومن الشرق بعقوبة.
وقام تنظيم القاعدة بتفجير قبتي المرقدين في عام 2006 لتندلع بعدها حرب طائفية بين الشيعة والسنة في العراق اسفرت عن مقتل الالاف من الجانبين لتمتد نتائجها إلى ظهور تنظيم داعش واستيلائه في أواسط العام 2014 على ثلثي مساحة البلاد قبل أن تتمكن القوات الأمنية والبيشمركة والحشد الشعبي من هزيمة التنظيم عسكريا في عمليات استمرت لمدة ثلاث سنوات متوالية.