شفق نيوز/ قبل قرابة 50 عاماً وقعت حادثة قتل راح ضحيتها أحد أبناء عشيرة "البوسالم" الجحيشية بسبب خلاف تطور إلى مشاجرة احتدمت إلى حد استخدام السلاح لتنهي حياة رجل ويصاب شقيقه بطلق ناري إلا أنه لم يفارق الحياة، وفيما بعد هرب الجاني من محافظة نينوى إلى جهة مجهولة.
بطل هذه القصة التي جرت أحداثها في العام 1973 هو راكان الفليتة الذي تشاجر مع الشقيقين محمود الذي توفي وحامد الذي أصيب لكنه نجا من موت محقق، ومن ذلك الحين قضى راكان حياته متنقلاً من مكان إلى آخر خشية أن يظفر به أهل وعشيرة الضحية.
وفي الأيام الأخيرة تدهورت صحة راكان وبات على فراش الموت فأراد أن يبرئ ذمته من تلك الجريمة، فأرسل رسالة إلى عشيرة الضحية مع بعض شيوخ العشائر وامراء القبائل، يقول فيها انه يشعر بالندم منذ ذلك اليوم، كما انه قام بأداء الحج نيابة عن الضحية محمود إضافةً إلى أنه ضحى له (نحر خرافاً) في الاعياد ثلاث مرات، كما أنه دائماً ما يذكره بالصدقة، وهو (الجاني) اليوم على فراش الموت ويطلب العفو قبل أن يرحل عن هذه الدنيا.
وهنا كانت المفاجأة فقد رأت عشيرة البوسالم انه ليس من شيمهم الثأر من رجل على فراش الموت، وأن العفو عند المقدرة من شيم الرجال، بحسب ما قال وليد محمود، وهو ابن المجني عليه، لوكالة شفق نيوز.
واضاف محمود "اتفقت العشيرة على العفو عنه وقبول الدية العشائرية بحضور العشرات من شيوخ العشائر وامراء القبائل العربية".
بدوره قال الشيخ العام لعشيرة البوسالم، محمود الاحمد الخلف، لوكالة شفق نيوز، ان ما قاموا به هو من "شيم العرب" وقد عفوا عنه واعطوه الأمان بالعودة الى المدينة و"الصلح هو عهد الله ولا غدر فيه".
وأكد أنه "تمت إعادة 33 مليون دينار من الدية الى عشيرة الجاني وهي عشيرة الفليتة الزبيدية، كما أكرمناهم هم وكل من سعى بالصلح طوال الفترة الماضية، وأقمنا وليمة غداء حضرها المئات من ابناء العشائر من الموصل ومن كركوك وعدة مدن اخرى تعبيراً عن صفاء نيتنا بالعفو".
من جانبه، قال امير قبائل طي العربية، الشيخ غازي صباح الحنش، لوكالة شفق نيوز، انه حضر مع عشيرة الجاني "كساعٍ الى الخير والصلح، وان ما فعله الجحيش (عشيرة المجني عليه) اليوم يجب ان يقتدي به الجميع وما شاهدناه من كرم وعفو وصفح يجب ان يكون وساماً للآخرين وهذه هي صفات العشائر الأصلية التي يجب ان يقتدي الجميع بها من اجل صلاح المجتمع واصلاح ذات البين بين الناس".