شفق نيوز/ كشف النحات العراقي منتظر الشيباني، يوم الاربعاء، كواليس إنتاج نصب "عقب السيجارة" في محافظة الديوانية جنوبي البلاد، والذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وقتها، معربا عن احباطه لعدم تلقيه دعما من قبل وزارات الثقافة والصحة والبيئة، "رغم أن النصب يمس عملهم المباشر"، فيما أكد عزمه البدء بعمل جديد يعالج ظاهرة تفتك بالمجتمع.
وقال الشيباني، لوكالة شفق نيوز، إن "في جميع دول العالم المتقدمة، ترى هناك أعمالا توعوية بيئية تعالج الظواهر السلبية في المجتمع، من بينها التدخين الضار بصحة الإنسان والبيئة بشكل عام".
وعن تفاصيل عمل "عقب السيجارة" أوضح الشيباني، أن "المجسّم على ارتفاع 6 أمتار، ويتكوّن من خامة الحديد و(الفايبر كلاس)، بتكلفة عشرة ملايين دينار عراقي على النفقة الخاصة، واستغرق العمل أكثر من شهر، وكان الهدف منه بعث رسالة عن مضار التدخين والحفاظ على النظافة، وكذلك الحفاظ على البيئة من الملوّثات".
وبحسب منظمة الأمم المتحدة فإنه على الصعيد العالمي، وفق إحصائيات العام الجاري، يتم إنتاج أكثر من 6 تريليونات سيجارة سنويا، تحتوي كل منها على مرشحات أو أعقاب تتكون أساسا من مواد بلاستيكية دقيقة تعرف بألياف أسيتات السليولوز.
ووفق بحوث ودراسات علمية ودولية، فإن أعقاب السجائر هي من أحد أكثر مصادر خطر التلوث البلاستيكي تفشيا على سطح الأرض مع إلقاء التريليونات منها سنويا.
وأشار النحات الشيباني، إلى أن "النصب تم العمل به بعلم ومتابعة من قبل نقابة الفنانين فرع الديوانية، وبدعم من مديرية بلدية الديوانية التي سهّلت بدورها المكان الذي وضع النصب فيه".
وعن حملة الانتقادات، ذكر أن "العمل واجه الكثير من الإساءات رغم الجهود الكبيرة التي بذلت لإتمامه، لكن في الوقت نفسه كان هناك الكثير من الداعمين من مثقفين وشرائح مختلفة من المجتمع العراقي لهذا العمل".
وأضاف، "لدي عتب على وزارة الثقافة التي لم أتلق دعما منها، وكذلك وزارة الصحة الذي كان العمل يتفق مع ارشاداتهم في المستشفيات والمراكز الصحية، وأيضا وزارة البيئة كونه يمس عملهم من خلال الحفاظ على البيئة من الملوّثات".
وتابع الشيباني، أنه "على الرغم من حالات الإساءة التي تعرضت لها، لكني مستمر في إنتاج الأعمال التوعوية، ومنها أود معالجة حالة سلبية تفتك بالمجتمع العراقي، الا وهي حالات الطلاق التي تبلغ 3 آلاف حالة شهريا، ويذهب ضحيتها الأطفال بعد تفريق والديهم"، مضيفا "أود من خلال وكالة شفق نيوز إيصال صوتي لإنتاج هذا المجسم الذي يبلغ ارتفاعه 3 أمتار وبشكل جميل توعوي يمثل رسالة واضحة لنبذ حالات الطلاق".
والشيباني له العديد من الأعمال النحتية في عموم العراق بأنواع وأحجام مختلفة، منها أعمال لشخصيات عربية و لضحايا ولأشكال تجريدية من مختلف الخامات، من الخشب والحديد والفايبر كلاس والبرونز والرصاص والشمع والبورك.
والشيباني هو عضو اتحاد نقابة الفنانين العراقيين وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، حصل على شهادة البكالوريوس والدبلوم والماجستير في الفنون الجميلة، وحصد المركز الأول على جامعات العراق في الفنون التشكيلية، وممثل جامعات العراق في مهرجان فنانون حول العالم في تركيا، وشارك في العديد من المهرجانات التشكيلية داخل العراق وخارجه، وحصل على شهادات عدة في تلك المهرجانات.