شفق نيوز/ تمكنت الفرق الطبية في محافظة كربلاء، يوم السبت، من إنقاذ حياة طفل بعد اختراق "شيش حديدي" وجهه ليخرج من إذنه اليسرى.

والطفل وفقا لبيان صحة كربلاء ورد لوكالة شفق نيوز، من قضاء عين التمر ، إسمه " (محسن ميثم إبراهيم ) ، عمره ( 10 ) سنوات ، سقط على أحد "الأسياخ الحديدية بطول ( 2 ) متر ، والذي اخترق وجهه ليخرج من إذنه اليسرى".

واوضح أن "مهارة الفرق الطبية في المُستشفى العام للقضاء ومدينة الإمام الحُسين الطبية وتعاملهم مع الحالات الحرجة بمهنية عالية ، وشهامة أحد المُسعفين وزميله سائق عجلة الإسعاف في مُستشفى القضاء، لينقلوا الطفل المُصاب الى المدينة الطبية بفترة زمنية إستغرقت نحو ( 40 ) دقيقة ، لإجراء جراحة دقيقة ومُعقَدة وإخراج السيخ الحديدي من وجه الطفل ، مُنقذين حياته دون التسبب في أضرار له".

وفي تفاصيل القصة ، على لسان المعاون الإداري لمُستشفى القضاء ، ليث سلام الشمري ، "بدأت أمس الجمعة ، حين دخل الطفل طوارئ المُستشفى في تمام الساعة السادسة والنصف مساءاَ ، منقولا من دار سكنه بإحدى عجلات الإسعاف الفوري بعد تلقينا مكالمة هاتفية من قبل أحد مُنتسبي الأجهزة الأمنية تفيد بوجود حالة طارئة تستلزم نقلها بصورة عاجلة إلى المستشفى ، حيث وصل الطفل ، والسيخ الحديدي يخترق وجهُهُ لتظهر بدايته ونهايته بوضوح".

وقال مُدير شعبة جراحة الصدر والأوعية الدموية في المدينة الطبية ، أخصائي جراحة القلب والصدر والشرايين والأوعية الدموية ، الدكتور صفاء حسين هاشم العلي، إن "السيخ كان طويلاً ، وتعاملنا معهُ بواسطة ( الكوسرة ) ، والطفل في وعيه التام وبتوتر شديد ، حيث قمنا بقطع السيخ من الطرفين بغية تسهيل دخول الطفل لجهاز المفراس وتحديد مسار السيخ ، ومعرفة بعده عن الشرايين الرئيسية للرقبة وقاعدة الجمجمة " .

وأضاف العلي ، "قُمنا بتهيئة الطفل للعملية ، وكانت الصعوبة بإعطاء التخدير بدون ( التيوب ) والإبقاء على الماسك فقط ، وما يترتب عليها من خطورة إختناق المريض".

وعند البدء بالعملية ( يقول العلي ) ، "بدأ اُوكسجين الطفل بالنزول ووصل الى درجة ( 60 % ) ، غير إن " الخبرة التي يتمتع بها أخصائي الأُذن والأنف والحنجرة ) ، تم تجاوز المشكلة وأخذ الأوكسجين بالتصاعد ، ليبدأ بعدها عمل الفريق الثاني المؤلف من أخصائيو ( القلب والصدر والشرايين والوجه والفكين ) ، مع التوقع بأنه في أية لحظة يحدث نزف شديد عند سحب السيخ ، كونه مُلامس للشرايين والأوردة وقاعدة الجمجمة " .

وأشار العلي الى ، إنه "تم الإتفاق على إن يقوم هو بفتح فم الطفل ، وتتوَلى أخصائية الوجه والفكين بسحب الشيش بصورة تدريجية " ، مُنوهاً إن " الفريق الثاني كان على أهبة الإستعداد لأي طارئ ، عازياً ذلك لإحتمال حدوث النزف الشديد أو وفاة الطفل".

وتابع، أن "الفريق كان مُطمئناً بوجود أخصائي الأوعية الدموية والشرايين ، وتم تزييت السيخ بمادة الزايلوكائين بعد تنعيم حافته مُسبقاَ وقطعها من قبل كادر الطوارئ ، وبدأ بسحب السيخ تدريجياً ، لحساسية منطقة الإصابة ، وتمكَنا من إستخراجه بالكامل ، ومن ثم تنظيف الجرح من الداخل والخارج وتعقيم مكان الإصابة ، أعقبه خياطة الجرح ، لتنتهي العملية المُعقدة والصعبة والنادرة التي إستغرقت ساعتين مُتواصلتين بنجاح باهر".

واوضح العلي ، "قمنا بإفاقة الطفل من التخدير وإخراجه لردهة العناية المركزة في قسم الطوارئ ، لإحتمالية حدوث نزف أو توَرم بعد العملية بسبب إصابته في منطقة الفم ، وتمت مراقبته الى صباح اليوم التالي ، وبالتالي فحصه من قبل أخصائيي الوجه والفكين والأذن والأنف والحنجرة والأوعية الدموية ، وبعد الإطمئنان على وضعه الصحي وإستقراره ، تم إخراجه الى الردهة لإكمال العلاج ، حيث يتمتع حاليا بصحة جيدة ، ويتماثل للشفاء بصورة تدريجية".