شفق نيوز/ تشهد مدينة الموصل استعدادات مكثفة لاستقبال عيد الاضحى، حيث تزدحم أسواق المدينة القديمة بالمتسوقين الذين يتوافدون لشراء مستلزمات العيد.
وقررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي اسبوعاً كاملاً بدءا من يوم غد الاحد الى الاحد من الاسبوع المقبل بمناسبة عيد الاضحى.
ويعد سوق العطارين وسوق باب السراي من أبرز الأسواق التي تشهد حركة نشطة، حيث يقبل الأهالي على شراء المكسرات والحلويات والكعك المعروف بـ"الكليجة"، والتي تعد جزءاً أساسياً من تقاليد العيد في المدينة.
ويحرص أهالي الموصل على تجهيز منازلهم وتحضير مستلزمات الضيافة لاستقبال الضيوف، حيث يتبادل الناس التهاني والهدايا ويعبرون عن فرحتهم بروح الجماعة والتلاحم الاجتماعي.
وتشمل الطقوس أيضاً إعداد الأطعمة التقليدية التي تتنوع بين الحلويات والمأكولات الشعبية التي تعكس تراث المدينة.
فسحة أمن
وتعيش الموصل حالياً فسحة من الأمن والاستقرار بعد سنوات من التوتر، مما جعل أعيادها الأخيرة تختلف كثيراً عما عايشته خلال العقدين الماضيين.
محمد الجبوري (46) عاما أحد سكان الموصل، يقول لوكالة شفق نيوز، إن "السنوات الأخيرة شهدت تغيراً كبيراً في طعم العيد بعد عقدين من التوترات الأمنية التي عاشتها المدينة". ويضيف، "أصبحنا نشعر بالأمان والاستقرار، مما أضفى على العيد طابعاً مختلفاً من الفرح والبهجة".
أكلات تقليدية
فاطمة المعماري امرأة في الستينيات من عمرها جاءت إلى سوق العطارين، تقول، "حضرت إلى هنا لشراء التمر والجوز لتحضير الكليجة، وهي من الطقوس المهمة في أعياد العراقيين والموصليين. الكليجة جزء لا يتجزأ من تقاليد العيد في الموصل، وتحضيرها يجلب لنا الفرح والسرور".
سعد العبيدي، من سكنة الموصل يتحدث عن طقوس العيد قائلاً للوكالة، إن "العيد فرصة لتبادل الزيارات وشراء الحلويات ونحرص على زيارة الأصدقاء والأقارب وتبادل التهاني والهدايا"، مضيفاً أن "الأجواء مليئة بالفرح والتلاحم الاجتماعي، وهو ما يجعل العيد مميزاً في كل عام".
وتشتهر مدينة الموصل العراقية بتنوع مكسراتها التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تقاليدها وتراثها الغني، وتتميز مكسرات الموصل بجودتها العالية وطعمها الرائع، وتشمل اللوز، والجوز، والفستق، والكازو. تاريخياً، كانت المكسرات تُزرع وتُحصد في الموصل منذ العصور القديمة، حيث كانت تشكل جزءاً هاماً من النظام الغذائي المحلي.
يقول سعد علي أحد سكان الموصل، إن "المكسرات تعتبر مهمة جداً في طقوس العيد، فهي ترمز إلى الكرم والاحتفاء بالضيوف، وتستخدم في تحضير العديد من الأطباق والحلويات التقليدية". أما الحلويات، فتشتهر الموصل بتشكيلة واسعة من الحلويات التي تتنوع بين البقلاوة، والكنافة، والمعمول، والزلابية.
تتشابه هذه الحلويات إلى حد كبير مع الحلويات السورية والتركية نظراً لقرب المدينة من هذه المناطق وتأثرها بثقافاتها.
يقول أبو عبد الله أحد سكان الموصل، "الحلويات تعتبر من الطقوس الأساسية في العيد. نحن نعدّها خصيصاً لاستقبال الضيوف، وهي تعبر عن الفرح والاحتفال. لا يمكن أن يكتمل العيد بدون الحلويات التقليدية التي تجلب السعادة والبهجة للجميع".