شفق نيوز/ مع احتفاء العالم بـ"اليوم الدولي للسلام"، تستغل عدد من الناشطات العراقيات ومركز حقوقي هذا اليوم، للكشف عن التمييز الذي يمارس ضد النساء في العمل، فضلا عن الضغوطات والصعوبات التي يواجهنها في نشاطاتهن المختلفة، وسط دعوات لإيقاف "الممارسات التعسفية" ضدهن والتي وصلت الى حد القتل والتهجير.
ويوافق اليوم الأربعاء 21 من سبتمبر/أيلول "اليوم العالمي للسلام"، حيث يحتفل به العالم أجمع من كل عام، في التأكيد على نشر السلام وقيم التسامح وترسيخ الاستقرار، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على ما تعانيه المرأة العراقية عامة والناشطات بصورة خاصة في سبيل حصولهن على السلام، والعيش بالمساواة في الحقوق والحريات مع الرجال.
وفي هذا الشأن يقول رئيس مركز العراق لحقوق الانسان، علي العبادي، إن "المادة الأولى والثانية والثالثة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تنص على أن جميع الناس متساوون في الحقوق والحريات، كما أن المادة 37 في الدستور العراقي، تؤكد على حق التظاهر السلمي والحرية في الطباعة والنشر، وبقية فعاليات النشاط المدني، وهذه جميعها تصب في تعزيز دور المرأة العراقية".
ويوضح العبادي، لوكالة شفق نيوز، أن "النساء بدأن اللجوء إلى النشاطات المدنية بسبب عدم انصاف حقوقهن، وعلى الرغم من تأكيد القوانين العراقية والدولية على المساواة بين الجنسين، لكن لا تزال الكثير من جوانب الحياة حكرا على الرجال، أو عدم التساوي في الأجر، كما أن المؤسسة العشائرية وخاصة الجنوبية تبخس حقوق المرأة".
ويؤكد رئيس مركز العراق لحقوق الانسان، أن "النشاطات التي تسعى إليها المرأة هي نشاطات سامية، وهي في محل احترام وتقدير من أطياف المجتمع كافة، وندعو الحكومة إلى سماع صوت المرأة، وإعطائها مساحة واسعة في جوانب الحياة المختلفة، لتحصل على حقوقها كافة".
وتعرب الكثير من الناشطات المدنيات، عن مخاوفهن من أن يتعرضن للقتل أو الخطف نتيجة انتشار السلاح المنفلت، وضعف الإجراءات القانونية، والتمسك بالعادات والتقاليد العشائرية، وغيرها من الأسباب التي تقيد المرأة العراقية، وتمنعها من أخذ دورها في المجتمع.
وفي هذا الجانب تعزو الناشطة النسوية، أميرة الجابر، سبب لجوئها إلى العمل المدني إلى كثرة الانتهاكات التي تطال المجتمع العراقي والعالم أجمع، وتقول: "لذلك شعرت بالمسؤولية للدفاع عن حقوق وحريات المواطنين والقضايا الانسانية".
ولا تخفي الجابر خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، عن الصعوبات التي تواجهها في عملها، حيث تقول، "نواجه صعوبة كبيرة في التعاطي مع أغلب القضايا الداخلية بما يخص الحريات والحقوق، كما نواجه مصدّات سياسية وميليشياوية، والكثير من زملائنا تعرضوا للقتل والتهجير والاقصاء، فضلا عن الممارسات التعسفية التي يواجهها كل صاحب رأي وصوت، لكن سنستمر في النشاط المدني والدفاع عن حقوق وحريات المجتمع كافة".
من جانب آخر، تواجه ناشطات ضغوطات بعيدة عن العنف، وهي الضغوطات المادية التي تزيد من صعوبة عملهن الإنساني، وفي هذا الشأن تذكر مديرة دار النور لرعاية الأيتام لقاء العبودي، عن تاريخ إنشاء هذا الدار والسبب الذي دفعها لذلك، إن "دار النور أنشئ قبل 14 سنة، وكان الهدف منه هو ثواب على روحي زوج الذي قتل عام 2005".
وتبيّن العبودي، والتي تُلقّب بـ"أم الأيتام"، لوكالة شفق نيوز، أن "الدار يرعى حاليا 430 يتيما، ومصاريف الدار والأيتام على حسابي الشخصي، فلا يوجد دعم حكومي، لذلك تُعيق الضغوطات المادية عملنا بسبب الأعداد كثيرة التي يرعاها الدار، كما نسعى إلى أن يكون الدار إيوائي أيضا وليس كفالة فقط".