شفق نيوز/ في أعماق الصحراء، حيث منطقة نائية، تقع في
ناحية الزاب (75 كم جنوب غربي محافظة كركوك)، لا صوت هناك غير الصفاء والسكينة، السماء
صافية والنجوم بارزة وكوكبي زحل والمريخ يقتربان من الإنسان حتى تدخلان قبضة
العدسة والعين.
هو نشاط فلكي يحدث للمرة الأولى في العراق، وتحديداً من
محافظة كركوك، شباب فلكيون من بغداد ونينوى وصلاح الدين وكركوك جمعهم حب الاطلاع والبحث في رصد الكواكب والشهب
والنيازك.
في هذا الصدد، قالت مديرة قسم الفلك والأنشطة الجوية في
دائرة الرعاية العلمية، وجدان عبد الجليل، لوكالة شفق نيوز، إن "11 فريقاً من
شباب وشابات المراصد المهتمة بأعمال الفلك، وصلت إلى محافظة كركوك، وتحديداً في أطراف
ناحية الزاب جنوب غربي المحافظة، وهذه الفرق هي لشباب وشابات من العاصمة بغداد
ومحافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى".
وذكرت عبد الجليل، أن "اختيار المنطقة في ناحية
الزاب تأتي لكونها منطقة خالية من الملوثات والضجيج وهي أقرب نطقة يمكن من خلالها
رصد الظواهر الفلكية، حيث شارك 13 تلسكوبا لمراقبة الكواكب، وتم رصد كوكبي زحل
والمريخ وظاهرة فلكية يبحث عنها المهتمون من هواة الفلك والفضاء الخارجي".
وأكدت أن "وزارة الشباب والرياضة تولي اهتماماً بالطاقات
الشبابية، وهناك دائرة الرعاية العلمية وعلى الشباب الذين يهتمون بأمور الفلك
مراجعتها وسيلقون كل الدعم والرعاية".
من جانبها، ذكرت المشاركة هبة محمد، للوكالة أن "الفلك
والفضاء يعتبران جزءاً مهماً في حياتها، وهي صغيرة كانت تتابع الأفلام التي تنشر
عن الفلك والكواكب، واليوم شاركت بتجمع مهم ومميز نظمته وزارة الشباب والرياضة".
وأضافت هبة محمد: "لقد وضعنا هواتفنا في منطقة نائية
وبعيدة عن الصخب والتلوث وعلى مدى ساعات في عمق وجوب الليل، رصدنا الكواكب زحل
والمريخ وشاهدنا مناظر عبر التلسكوب جميلة وساحرة".
وتابعت أن "العراق بحاجة الى تأسيس مجلس علمي للفلك
تكون فيه نشاطات حقيقية وتكون له رحلات فضائية أسوة بالدول العربية والأجنبية التي
تهتهم في مجال علوم الفلك، وهي أمنية أن يطلق من العراق مركبة فضائية إلى سطح
القمر ويكون على متنها عراقيون".
وفي السياق، رأى عدنان محمد، أن تجمع شابات وشباب من بغداد
وكركوك وصلاح الدين ونينوى يعكس حالة صحيحة في تبادل الخبرات ومعرفة المزيد من
المعلومات عن اسرار الفلك والنجوم.
وقال محمد، خلال حديثه للوكالة: "رأينا مشاهد جميلة
في كوكبي زحل والمريخ وكانت قريبة جدا من الأرض بفضل التلسكوبات وكانت أمسية جميلة
جداً لا تعوض"، معرباً عن شكره لجميع من ساهم في إعداد هذا التجميع الفلكي
المميز والأول من نوعه على مستوى العراق".
ويعتبر العراق أول بلد عربي في التاريخ، عرف علماؤه قديماً
رصد الفلك، حيث تم إنشاء أول مرصد فلكي في عهد الدولة العباسية، لمعرفة الأمور
المرتبطة بالفلك، وعرف كعلم مستقل، والمراصد الفلكية في العراق تم تأسيها أولاً في
أربيل، ويعرف المرصد الوطني الكبير أنشئ عام 1983م، على قمة جبل كورك في محافظة
أربيل الواقعة في إقليم كوردتسان العراق والتي تعتبر العاصمة الصيفية للعراق لما
تتمتع به من جو معتدل وسماء صافية ليلا ونهاراً.
يبعد المرصد عن الحدود الإيرانية مسافة 50 كم، أمر ببناء
المرصد رئيس العراق الراحل أحمد حسن البكر، وهو أكبر مرصد فلكي في الشرق الأوسط،
ولم يكتمل بناؤه بسبب تدمير جزء منه خلال الحرب العراقية الإيرانية.
ويتميز موقع المرصد الفلكي الوطني العراقي في أربيل، بمميزات
عدة اختيار الموقع من قبل خبراء عالميين متخصصين في مجال بناء المراصد في مقتبل
سبعينيات القرن الماضي، ويقع بعيداً عن المؤثرات الضوئية للمدن والقصبات وكل ما
يشوب عملية الرصد الفلكي من مؤثرات ضوئية صناعية.
كما يقع على ارتفاع يبلغ 2127 متر عن مستوى سطح البحر،
وهذا الارتفاع يؤمن مدى رؤية واسعة للراصد، ويعطي حرية أكبر للمراقب الفلكي كي يتحرك
بحرية في السماء، راصداً النجوم والكواكب والأبراج والشهب والنيازك.
ويوجد كذلك مرصد "ألبتاني أنشيْ" عام 1979، وهو
مرصد فلكي تدريبي صغير في منطقة الطارمية غرب بغداد، وما زال بناؤه موجوداً، لكنه
خالٍ من الأجهزة، ولا يضم سوى هيكل بناء مشغول وموقع المرصد في الوقت الحاضر لا
يخدم عملية رصد القبة السماوية، لزحف المدينة وأضوائها وزيادة الأبنية حوله.