شفق نيوز/ شكا مزارعون في ناحية جلولاء بمحافظة ديالى، يوم الاثنين، من حملات تجريف البساتين والاراضي الزراعية التي تنفذها القوات الامنية لتجريد خلايا داعش من الملاذات الآمنة، مؤكدين أن التجريف تسبب بأضرار كبيرة لهم.
واكد مزارعون لوكالة شفق نيوز، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم لمخاوف وتهديدات امنية، ان عمليات التجريف حققت نتائج عكسية على الواقع المعيشي ولم تفلح بالحد من هجمات داعش او احتواء تحركاته بعد تسجيل أربع هجمات عقب انتهاء وتوقف التجريف.
واطلقت القوات الامنية والحشد الشعبي وبإشراف وتوجيه القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، حملة تمشيط وتجريف لأطراف الطرق الزراعية والبساتين في مناطق شمالي جلولاء، وتحديداً حوض الشيخ بابا والاصلاح، واستمرت العمليات من 28 شباط الماضي لغاية 17 نيسان 2021.
وبحسب إفادات المزارعين، فإن القوات الامنية جرفت اكثر من 3000 دونم من بساتين حوض الشيخ بابا وقرى الاصلاح (20 كم شمالي جلولاء)، وتحولت البساتين من غابات خضراء الى ركام، وان اكثر من 700 مزارع فقدوا مصادر ارزاقهم بعدما كانوا يمنون النفس بالعودة الى بساتينهم بعد قطيعة دامت لأكثر من اربع سنوات بسبب هجمات ومصائد داعش.
واشار المزارعون الى ان اضرار وتبعات التجريف طالت 70% من مزارعي شمالي جلولاء، من دون تحقق اي اهداف امنية حقيقية سوى ابادة بساتين تمتد اعمارها لعشرات السنين، مؤكدين معاودة خلايا داعش لشن هجماته بقذائف الهاون والقنص والعبوات الناسفة عقب انتهاء عمليات التجريف.
وعقب انتهاء عمليات التجريف، باشر المزارعون منذ ايام بجمع بقايا الأشجار المقطوعة وتنظيف البساتين لكي يتمكنوا من استئناف الزراعة مرة اخرى.
مسؤول الحشد العشائري في مناطق شمالي جلولاء، مهدي الخطاب، طالب الحكومة الاتحادية بالتدخل "وانقاذ مئات المزارعين من كوارث معيشية جراء فقدانهم لمصادر العيش (البساتين) واطلاق خطط لدعمهم ومساعدتهم على تأمين القوت المعيشي".
واقر الخطاب في حديثه لوكالة شفق نيوز "بوجود انقسامات بين المزارعين حيال عمليات التجريف بين مؤيد ومعارض بسبب الخسائر المادية، الا ان المزارعين يطالبون بحلول معيشية وامنية تعوضهم عن خسائر سنوات من القطيعة مع بساتينهم بسبب التهديدات الارهابية ومصائد الموت في البساتين".
وعلى الرغم من الاضرار والمخلفات السلبية لعمليات التجريف على الواقع المعيشي والاجتماعي للمزارعين، يرفض القادة الأمنيون الاعتراف بقيامهم بتجريف البساتين وقطع الأشجار في المنطقة خلافاً لرغبة الأهالي، ويؤكدون ان عمليات التجريف تمت بطلب وموافقة جميع المزارعين الذين ضحوا بقسم من بساتينهم مقابل الامن والاستقرار.
وعلى عكس ما افاد به مزارعو جلولاء، اعتبر الناطق الرسمي لعمليات ديالى للحشد الشعبي صادق الحسيني، ان عمليات التجريف والتمشيط أعادت الأمن والاستقرار الى المنطقة، وانهت قطيعة طويلة بين المزارعين وبساتينهم طيلة الاعوام الماضية.
واضاف الحسيني في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان "العملية الامنية وتجريف الطرق والممرات حققت أهدافها، واسهمت بتطهير القرى الساخنة وبحيرة الاصلاح شمالي جلولاء ودمرت طرق الامدادات اللوجستية لداعش بالكامل".
وقلل الحسيني من مخاوف عودة داعش الى البساتين وشن هجمات جديدة بالقول "داعش فقد مخابئه وامداداته بالكامل والحشد الشعبي وقوات الامن قطعت جميع طرق وممرات الامدادات بين عناصر داعش في اطراف جلولاء وقضاء خانقين".
واثارت عمليات تجريف بعض البساتين وفتح ممرات امنية شمالي ناحية جلولاء سجالات واعتراضات رسمية وشعبية بسبب التبعات والخسائر الاقتصادية من جهة وعدم جدوى خطط التجريف من جهة اخرى.
وأصبحت جلولاء ناحية عام 1958، ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألفا، وتقع على بعد 70 كم شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وهي من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد وتشهد توترا امنيا متواصلا منذ اواخر عام 2008 وحتى عام 2014 بعد سقوطها بيد داعش آنذاك بسبب انسحاب قوات البيشمركة التي فرضت سيطرتها التامة على الوضع الامني.
وبعد عودة البيشمركة في حرب تحرير جلولاء عام 2014 ولغاية اكتوبر 2016، فرضت استقراراً امنياً ومنعت عناصر داعش من التواجد في جميع القرى والقصبات الشمالية والمحيطة بجلولاء, قبل ان تنسحب عام 2017 وتترك فراغات وثغرات امنية استغلها عناصر داعش لإحياء معاقله من جديد.