شفق نيوز/ تزداد معاناة أهالي الفلوجة أكبر اقضية محافظة الانبار غربي العراق، يوماً بعد آخر نتيجة المخلفات الحربية والالغام التي تركتها حرب تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش، حيث ضاعفت تلك المخلفات الإصابات بالأمراض السرطانية والجلدية.
وما تزال الألغام تهدد حياة سكان المناطق القريبة من الطريق الدولي السريع، الذي يربط العراق من جهة الانبار بثلاث دول مجاورة ( السعودية ، سوريا والأردن )، وذلك بسبب عدم تمكن القوات والمنظمات المختصة من إزالتها طوال السنوات الماضية.
وتقول الناشطة المدنية كوثر المحمدي لوكالة شفق نيوز، إن "الاحداث التي شهدتها الأنبار خلال السنوات الماضية، أسفرت عن الكثير من حالات التشوهات والإصابات الناجمة عن الألغام والمخلفات الحربية".
وبينت "تردنا الكثير من المناشدات من مختلف الأجناس والأعمار، ممن تعرضوا لجروح ناتجة عن مخلفات حربية وغيرها من المتفجرات والألغام والتربة الملوثة، بالإضافة إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض الجلدية والسرطانات والغرغرينا المؤدية إلى بتر أطراف المصاب بها، فضلاً على حالات تسمم جسدي"، مستدركة القول إن "أفضل علاج يمكن تقديمه لهم هو بتر اطرافهم، مع أن هذه الحالات بازدياد، وغيرها من أمراض أخرى خطيرة على مستوى الجهاز التنفسي".
وتابعت المحمدي، "أننا نواجه مجاميع كبيرة في بعض الأحياء المزدحمة، تنتشر بينهم الأمراض وحالات التسمم، وبصراحة، أن دور الرقابة ودائرة البيئة ضعيف جداً، مع كل المناشدات وكل الحملات الدافعة والمناصرة تجاه هذا الأمر، لكن ردود البيئة فقيرة ومخجلة دائماً".
ولفتت الى أن "منظمات المجتمع المدني تتكاتف في سبيل رفع الأنقاض والمخلفات الحربية، وفي الوقت الحالي تتركز جهود المنظمات الدولية والمحلية في رفع الألغام الموجودة بمناطق النعيمية والحصيّ بالفلوجة".
واختتمت المحمدي، قائلة "بصراحة، نلاحظ إصابات كبيرة بين سكان منطقة النعيمية، وقد شهَدتُ شخصياً حالات بتر كثيرة للرجال والنساء وخاصةً المزارعين منهم، وان معظم أسباب حالات البتر هذه تعود الى تعرضهم لانفجارات الألغام في المنطقة، من دون الإشارة إلى تعرض الأغنام والماشية لهذه الألغام".
ومن منطقة النعيمية جنوبي الفلوجة، يقول المواطن صلاح هادي ( 33 سنة ) لوكالة شفق نيوز، إن "هنالك العديد من الاهالي اضطروا منذ زمن لبيع منازلهم نتيجة عدم التخلص من العبوات التي خلفها داعش".
وطالب هادي، بضرورة "تدخل السلطات العليا لرفع العبوات وتطهير المنطقة بالكامل، لإنقاذ حياة سكان المنطقة الذين فقدنا العديد منهم نتيجة تلك المخلفات".
فيما تقول السيدة علياء نوري ( 52 سنة )، إنها "فقدت ابنها المنتسب في قوات الشرطة، نتيجة انفجار عبوة من مخلفات داعش، أثناء أدائه مهامه قبل سنوات".
مضيفة في حديث لها مع وكالة "شفق نيوز"، أن "الضحية خلف وراءه ثلاثة أطفال من دون معيل، كما هو حال مئات او آلاف الاطفال، دون اتخاذ أي إجراء حكومي بشأنهم".
من جهته أكد قائممقام قضاء الفلوجة جمعة المحمدي ، ان "العمل جار للتباحث مع منظمة (هلو تراست HALO TRUST) البريطانية ، لشؤون الألغام، بهدف البت بالعمل على تطهير المنطقة من مخلفات داعش".
وبين في حديثه لوكالة شفق نيوز"، أن "المنظمة اجرت أعمال حصر اعداد وانواع العبوات الموجودة هناك، إلا أن عوامل عدة أعاقت عملية المباشرة بإزالتها، ومن أهمها صعوبة إغلاق الطريق الدولي السريع، فضلاً على أعمال تأهيل الطريق ذاته، ما يجعلنا نضطر الى انتظار إكمال تأهيل سياج الطريق".
وتابع، انه "تم التباحث مع المنظمة لدراسة إمكانية وطرق العمل على رفع المخلفات من تلك المناطق، كونها باتت من المناطق ذات كثافة سكانية عالية".
واختتم المحمدي حديثه بالقول، أنه "من الضروري العمل على تطهير تلك المناطق، ونحن ماضون بالإجراءات التي من شأنها رفع الالغام وتطهير المنطقة بالكامل".