شفق نيوز/ رأى خبير في الرصد الزلزالي في العراق، ان الهزات الارضية التي حدثت في تركيا وسوريا دفعت الجهات المختصة إلى تكثيف نشاطها وتطوير اجهزة الرصد الزلزالي في البلاد، مشيرا إلى ان زلزال سوريا الأخير تم رصده في جميع مراكز الرصد العراقية.
وقال المختص في الزلازل بجامعة سومر د. علي رمثان لوكالة شفق نيوز؛ إنه فيما يخص النشاط الزلزالي الذي حدث مؤخرا في سوريا بتاريخ 13 / 8 /2024، حيث تعرضت الدولة السورية إلى زلزال رئيسي بمقدار 5.5 درجة. هذا الزلزال حدث في منطقة السلمية وتبع هذا الزالزل 3 هزات ارتدادية بمقدار 2.4 وآخر بمقدار 2.4 وآخر بمقدار 3.1.
واضاف أن النشاط الزلزالي في هذه المنطقة (السلمية) او حماة او شمال سوريا بصورة عامة او كل المنطقة بما فيها لبنان، هي منطقة نشاط زلزالي، لسبب بسيط جدا انها تمثل منطقة التقاء صفيحتين (الصفيحة العربية والصفيحة الاناضولية) وبالتالي هي معرضة لحدوث الزلازل في اي مكان واي زمان وأي لحظة وهذا شيء طبيعي جدا.
النشاط الزلزالي في سوريا أو في كل الصفيحة العربية، نلاحظ أنه بدأ يزداد في السنوات الأخيرة، وهذا يعلل ويفسر بشكل سهل جدا، ان الاجهادات بدأت تتراكم في مناطق الضعف الموجودة في داخل الأرض، وتراكم الاجهادات وذلك بسبب القوى التكتونية، وهذه الاخيرة هي تسمى حركة الصفائح الأرضية، حيث أن سطح الأرض مقسم إلى انوع من الصفائح وتتحرك هذه الصفائح بتأثير تيارات الحمل الداخلية وغيرها من القضايا العلمية.
وأشار إلى ان الزلازل في هذا المكان متوقعة، وبالفعل حدثت في هذه السنة مجموعة الهزات الأرضية آخرها زلزال 5.5 لم تكن هزة أرضية مدمرة، فقد أدت الى تصدع بعض المباني، لكنها لم تسجل أي حالة وفيات حسب المركز الوطني الزلازل وكذلك بحسب المراكز الوطنية المختصة.
وبين أن أسباب الهزات الأرضية في هذه المنطقة هي 3 فوالق رئيسية موجودة في سوريا، وأولها (فالق الأناضول) الذي حدث عليه زلزال 2022 المشهور بدرجة 7.1 وهو امتداد يدخل الأراضي السورية. وثانيها فالق (الطي التدمري) الذي حصل عليه زلزال 5.1 الأخير في سوريا وهو عبارة عن سيتات من الكسور العرضية وتسبب هزة أرضية، وهذه الهزة الأرضية الأخيرة بكل تأكيد أنها حفزت وأدت إلى تحريك هذا الفالق وتوسعه.
وتابع "وثالثاً الفالق (العربي الافريقي) الذي يبدأ من سوريا إلى لبنان ومن ثم إلى البحر الأحمر وهو لم يشهد هزات أرضية ومن المؤكد أنه ستحدث عليه هزات أرضية لكن متى وكيف واين لا نعلم، لان علم الزلازل لغاية هذه اللحظة لا يستطيع أن يتنبأ وأن يعرف وقت حصول الهزة الأرضية".
ولفت إلى أن "كلام ما يسمى بالعالم الهولندي الأخير فهو كلام غير علمي ونستطيع أن نسميه بـ(كلام عرّافات)".
أما بشأن العراق؛ قال رمثان إن "البلاد حاليا تحث الخطى بشكل كبير جدا باتجاه عملية التأثيث والاستعداد لأخذ الحيطة والحذر فيما يتعلق بقضية الزلازل، فمنذ زلزال تركيا بصراحة والحكومة العراقية وكل المؤسسات العلمية في العراق تجري اجتماعات متكررة شهريا من أجل تطوير شبكات الرصد الزلزالي العاملة في العراق، حيث أن الهزات الأرضية التي حصلت في سوريا قامت بتسجيلها جميع مراصدنا أو شبكاتنا المنتشرة في عموم البلاد، كون العراق يملك حاليا 3 شبكات وهن شبكة الرصد الزلزالي العراقي وهي تابعة إلى وزارة النقل، وشبكة بلاد الرافدين التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشبكة رصد إقليم كوردستان وهذه الشبكات تعمل بشكل يومي وتسجل كل الهزات الأرضية الدقيقة التي لا يشعر بها الإنسان او التي تحصل في البلدان المجاورة".
وأكد أن "الفريق الوزاري يعمل حاليا وكل الفرق الأخرى المتصلة به على بلورة أفكار جديدة للمستقبل من اجل الاستعداد او ما يسمى (البناء الكود الزلزالي) يعني ان العراق سيفرض الكود الزلزالي على المباني والمنشآت في محاولة منه لتقليل الخسائر أن حدث زلزال في مناطقنا العراقية لا سامح الله".