شفق نيوز/ في إقليم كوردستان العراق يعرف باسم “الأسطى”.. في السنوات الثلاثين الماضية كان محمد فاضل يحول الصلب الذي يستخرج من نظام التعليق بالسيارات إلى إبر إطلاق نار وقطع غيار أخرى لإصلاح الأسلحة التي تستخدمها قوات البيشمركة لمواجهة أعدائها الكثيرين.

الآن تستخدم هذه الأسلحة ضد تنظيم داعش في المعركة من أجل استعادة الموصل.

انضم فاضل إلى قوات البيشمركة التي تعني “الذين يواجهون الموت” حين كان في الخامسة عشرة من عمره.

وقال فاضل في ورشته الموجودة بقرية صغيرة على مسافة 40 كيلومترا شمال شرقي أربيل عاصمة كوردستان العراق “كنت من مقاتلي البيشمركة… انضممت للقوة عام 1986 مع أخي. متى كانت تظهر مشاكل في قطعة سلاح على الجبهة كنا نصلحها. لم تكن لدينا أدوات كثيرة لكننا كنا نصلح المشاكل البسيطة.”

في العامين الماضيين واجهت قوات البيشمركة عدوا جديدا هو تنظيم داعش فحاربت عناصره المتشددين في معظم الأحيان بموارد شحيحة وأسلحة عتيقة.

وقال فاضل (45 عاما) الذي يعتبر أسلوبه نموذجا للشعور الوطني الذي يميز صراعات كورد العراق ضد داعش وغيرها من الأعداء “واجبي حماية بلدي. يجب أن يدافع كل كوردي عن بلده.”

وأضاف “أذهب (إلى الجبهة) لسببين هما إصلاح الأسلحة والقتال. إذا كانت هناك مدافع آلية ثقيلة تحتاج للإصلاح أصلحها. لكن إذا لم يكن هناك مدافع فماذا أفعل؟ سأقاتل.”

وتزايد الطلب كثيرا على خدماته منذ منتصف أكتوبر تشرين الأول حين انضمت قوات البيشمركة للجيش العراقي في حملة لإخراج متشددي داعش من الموصل معقلهم الذي يسيطرون عليه منذ منتصف 2014.

وتتوغل القوات العراقية من الجنوب والشرق في الموصل وفقد داعش السيطرة على سبع مناطق في شرق المدينة بعد أن انتزعتها القوات الخاصة العراقية التي اخترقت خطوطها يوم الاثنين الماضي.

ويشارك في الحملة 100 ألف من جنود الجيش والشرطة الاتحادية وفصائل شيعية ومقاتلون من البيشمركة بدعم من قصف جوي ينفذه التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

حارب فاضل مقاتلي داعش قبل عشرة أيام فقط حين سيطرت وحدات البيشمركة على قرية الفاضلية على بعد نحو أربعة كيلومترات من الموصل.

وصف فاضل المتشددين بأنهم مجرمون ولا يعرفون الإنسانية.

وقال “داعش مجرمون. ليست لديهم إنسانية ولا كرامة. ليسوا بشرا. لو كانت لديك ذرة من الإنسانية كيف تستطيع أن تذبح الناس؟ وتؤذي النساء والأطفال. ليست لديهم إنسانية. على كل صاحب ضمير أن يحارب هؤلاء الإرهابيين.”

قام فاضل بإصلاح كل أنواع الأسلحة في ميدان المعركة من بنادق الكلاشنيكوف إلى قطع المدفعية.

ويقول “نستطيع إصلاح الأجزاء الداخلية للسلاح. متى يتعطل نستطيع إصلاحه.”

على رف معدني بورشته رشاش برن بريطاني يرجع إلى الستينيات من القرن الماضي إلى جوار بندقية إم 16 أمريكية الصنع وقد أصلح القطعتين لتستخدمهما قوات البشمركة.

ينتظر صف من مدافع (دي.إس.إتش.كيه) الآلية الروسية الثقيلة التي تعرف في منطقة الشرق الأوسط باسم دوشكا عنايته بينما يستخدم أدوات بدائية لتصنيع قطعة غيار لاستبدال ذراع القدح المكسور لمدفع دوشكا.

من بين من يستفيدون من مهاراته جنود القوات الخاصة التابعة للبشمركة الذين يفضلون استبدال إبر إطلاق النار في بنادقهم بتلك التي يصنعها.

ويقول “الأجزاء والمواد التي نستخدمها أفضل من التي يستخدمها مصنعو الأسلحة. إذا كانت التي يصنعونها تتحمل خمسة آلاف طلقة فإن تلك التي نصنعها يمكن أن تتحمل عشرة آلاف.”