شفق نيوز / تداول عدد كبير من الناشطين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدة أطلقتها امرأة مسنة من سكنة محافظة الأنبار غربي العراق، تعمل بأعمال حرة تصعب على الشباب الرجال، بهدف إعانة عائلتها وتطلب المساعدة، مما أثار عضب المواطنين وسخطهم من غض بصر الحكومات المركزية والمحلية عن هذه الحالات.
أم لـ5 أطفال
وبحسب ما تداوله ناشطون ومدونون من الأنبار، فإن امرأة تدعى (أم عمر)، والبالغة من العمر 50 عاماً، تعمل "حمالة" في إحدى أسواق الرمادي مركز المحافظة، مقابل أجر يومي قدره 2.500 دينار فقط".
وذكر ناشطون، أن "أم عمر، هي معيلة وحيدة لخمسة أطفال، وذلك منذ دخول زوجها السجن، مفضلة هذا العمل الشاق على الحاجة للغير، وعملت حمّالة، بعدما عملت سابقاً في البناء وغيرها من الأعمال، التي من الصعب أن تقوم بها أي امرأة بهذا العمر".
وتقول أم عمر، بحسب ناشطين "والله ظهري انكسر" وكانت قد أجرت ست عمليات جراحية بوقت سابق، لكنها تعمل كون هناك خمس أطفال برقبتها، مردفة بالقول "يوميتي 2.500 دينار، أي 75 ألف بالشهر، ولا تكفي لسد احتياجات أطفالي، ولا أملك لا بيت ولا مرتب شهري، ولا أعلم ما الحل".
سحب الغيث
وبعد الانتشار الواسع لمناشدة أم عمر، أعلنت إحدى المنظمات الانسانية عبر وكالة "شفق نيوز"، عن تخصيص مرتب شهري لها، وتوفير بعض احتياجاتها.
وقال رئيس منظمة "سحب الغيث" للتنمية والاغاثة الانسانية، مجيد الجريصي لوكالة شفق نيوز "بعد أن علمنا بالمناشدة التي أطلقتها الامرأة، سارعنا بالوصول إليها وقمنا بإجراء كشف موقعي عن الحالة، فوجدنا إن الحال أسوأ بكثير مما تم تداوله خصوصاً وأنها تتقاضى مبلغ 2.500 دينار فقط يوميا، من خلال أعمال شاقة تقوم بها".
وأكد الجريصي، أن منظمته "خصصت مبلغاً بسيطاً لامرأة، قدره 150 ألف دينار شهرياً، ضمن برنامج كفالة العائلات المتعففة".
وتابع "طلبنا من أم عمر عدم العودة للعمل الشاق مرة أخرى، كونها إمرأة أرملة خمسينية، وأم لخمسة أطفال، كما أنها مريضة حيث أنها أجرت ست عمليات جراحية".
وأردف الجريصي، بالقول "وجدنا أن المنزل ينقصه الكثير من الأساسيات، كقناني الغاز والطباخ وغيرها من الاجهزة المنزلية التي من الصعب العيش بدونها، لذا قمنا بتجهيزها بكل هذه الأمور، علاوة على سلة غذائية ستقدم لها بشكل دوري، وهذا ما هو بمقدورنا تقديمه".
وحول دور السلطات الحكومية في الانبار، قال "لا نريد أن نتحدث بهذا الخصوص، بالنسبة لنا عرفنا الحالة من خلال مواقع التواصل، فهل الحكومة المحلية لم تسمع بهذه الحالة ؟"، مختتماً حديثه بالمثل الشعبي: "إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم".