شفق نيوز/ 450 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون مصيراً مجهولاً، بعضهم سيعود إلى أسرهم الفقيرة التي لا تتوافر على سبل التعامل معهم وتأمين حاجاتهم، وآخرون ربما سيكون مصيرهم التشرد وشوارع مدينة الموصل لكونهم من الأيتام، والسبب "غير مبرر وغير مقنع" بحسب ما تؤكد إدارة المعهد الذي يأوي هؤلاء الأطفال.
معهد "الطفولة السعيدة" يبدو حقاً مكاناً للسعادة من خلال فرحة الأطفال الذين اعتبروه منزلهم الأوسع وأسرتهم الأكبر، فقد رصدت عدسة وكالة شفق نيوز، مرحاً وبراءة طفولة حقيقية تضفي جمالاً وبهجاً في أجواء هذا المعهد "التطوعي".
وفي حديثها لوكالة شفق نيوز، تقول مديرة المعهد وصاحبة فكرة تأسيسه، ريم كشمولة، وهي سيدة موصلية كانت موظفة في التربية لكنها اختارت أن تأخذ اجازة طويلة من دون راتب لتحويل فكرتها هذه إلى حقيقة، وبدأت في العام 2017 العمل على افتتاح هذا معهد "الطفولة السعيدة" وفاء لروح ابنها الشهيد، ونجحت في جمع كادر تطوعي بالمجان بلغ 45 موظفاً.
وتؤكد كشمولة "المعهد ومن فيه يعملون بالمجان، نحن نقدم الرعاية النفسية للاطفال المصابين بالتوحد، ومتلازمة داون، وعدم اكتمال النمو العقلي، وأمراض أخرى، ولدينا رخصة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في هذا المجال".
وتوضح مديرة المعهد أن المشكلة التي تواجههم حالياً، أو بوصف أدق، تواجه أطفال المعهد لكون العاملين فيه بإمكانهم العودة إلى منازلهم وأسرهم في حال غلق المعهد، مبينة "أبلغتنا محافظة نينوى بإخلاء مبنى المعهد من دون ايجاد مكان بديل لنا".
وتضيف "نحن لا نعترض على إخلاء البناية ونحترم القانون لكن ما لم يتم توفير مكان بديل فما هو مصير هؤلاء الأطفال الذين لا يستطيعون الذهاب الى المدارس كأقرانهم لكونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم بحاجة إلى برامج تدريسية خاصة".
وتنبه كشمولة إلى أن "أطفال المعهد حالتهم النفسية تدهورت بعد ان سمعوا عن قرب إغلاق المعهد، والمشكلة الأكبر أن أغلب هؤلاء الاطفال من عوائل متعففة وبعضهم ايتام وبالتالي سيكون مصيرهم التشرد ان لم يتدخل احد لايقاف هذا الاجراء الظالم بحقهم".
وختمت مديرة المعهد بالقول "ما نريده طلب بسيط، توفير مكان بديل فقط، ونناشد الحكومة والجهات المعنية بالنظر إلى هذه الحالة الإنسانية".
بدوره يرى صالح ابراهيم، وهو رجل في الخمسينات من العمر يعمل متطوعاً في المعهد، ان "ما يجري امر قاسٍ جدا ولا رحمة فيه تجاه هؤلاء الاطفال".
ويؤكد لوكالة شفق نيوز "اذا تم اغلاق المعهد سنعود الى منازلنا ولكن اين سيذهب هؤلاء الصبية ومن سيحتويهم؟"، مضيفا "المعهد خيري وقمنا بإعماره من تبرعات الخيرين عند افتتاحه واليوم يريدون الاستحواذ عليه لاجل احد المشاريع ونحن لسنا ضد الحكومة او القانون لكن هناك عشرات المقرات والبنايات الحكومية التي تعود لحزب البعث فلماذا الاصرار على هذا المبنى بالذات؟".
من جانبه، يقول مدير المعهد العالي في دائرة صحة نينوى، عمار المعماري، لوكالة شفق نيوز، ان "الدائرة قدمت في العام 2019 طلباً للحصول على بناية لمعهد التمريض لأننا لا نمتلك بناية لإنشاء المعهد".
ويبين ان "لجنة وزارية من بغداد زارت محافظة نينوى واختارت مبنى معهد الطفولة السعيدة لكونه الأنسب ليكون معهداً للتمريض من حيث المقاييس والمواصفات، وقد اكتملت الاجراءات تقريباً لذلك".
ويؤكد المعماري "دائرة صحة نينوى ليس لديها اصرار على مبنى المعهد انما اللجنة الوزارية هي من قررت لانها لم تجد بناية اخرى مناسبة لتكون معهد للصحة".
ويقع معهد "الطفولة السعيدة" في حي الرفاعي بالجانب الايمن من الموصل، وكان قبل العام 2003 مقرا لاحد فروع حزب البعث، وبعد عام 2017 قامت ريم كشمولة بتأهيله وافتتاح المعهد والعمل على احتواء الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمل في هذا المشروع مع كادرها دون اي اجور مادية.