شفق نيوز/ باص متواضع أنهكته سنين العمل بنقل المواطنين إلى وجهاتهم، هو مصدر الرزق الوحيد لعائلة محدودة الدخل في محافظة ديالى، صاحب الباص شغله الشاغل تجنب حوادث السير ليحفظ لعائلته مصدر معيشتها، لكن لم يدر بخلده أن شرارة نار ستقوض كل حرصه وحذره وتحول سيارته إلى هيكل حديدي لا نفع منه.
لهذه القصة ضحية واحدة هو سرمد التميمي صاحب الباص (كيا) في الثلاثينيات من عمره، لكن لها أيضاً أبطال لا يحصى عددهم ولا نعرف أسمائهم، إلا أنهم لعبوا دوراً إنسانياً أنقذ التميمي وعائلته من مصير مجهول ربما.
في أحد شوارع قضاء المقدادية، فجأة ومن دون سابق إنذار، اندلعت النيران في باص التميمي، هرع لإخماده وساعده بذلك أشخاص صادف مرورهم أثناء الحادث إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، لم يكن بيدي التميمي شيئاً يفعله سوى دموعه التي انسابت بعفوية.
لم تمض سوى ساعات على الحادث حتى تفاجأ التميمي بـ"فزعة إنسانية" أطلقها عدد من الشباب لجمع مبلغ من المال يكفي لشراء باص مماثل لباصه المتفحم، وهو ما تحقق فعلاً.
يقول التميمي لوكالة شفق نيوز "كنت أحاول إخماد النار ودموعي تنهمر على مصير عائلتي، لكن ما جفف دموعي بصدق هي الوقفة الإنسانية التي بادرت إليها الأهالي بإطلاق حملة لجمع مبلغ من المال يعيد ليّ ولعائلتي الأمل مجدداً".
وأعرب عن شكره وامتنانه لكل من ساهم في هذه الحملة الإنسانية.