شفق نيوز/ في أجواء شتوية ماطرة، تعيش العاصمة بغداد والمحافظات العراقية أجواء عيد الحب بواجهات محال تجارية مزينة باللون الأحمر، فيما تتصدر "الدباديب الحمراء" أبوابها مع الزهور والشموع والبالونات وغيرها من أجواء الاحتفال بهذا العيد الذي أصبح وسماً للعاشقين.
وتحرص متاجر بيع الهدايا والملابس والأحذية وحقائب النساء على عرض نماذج مميزة، كلها تقريباً باللون الأحمر، فيما تعرض محال بيع الحلوى والمعجنات نماذج من الكيك والشرائط ومواد الإنارة والإكسسوارات، كلها باللون الأحمر أيضاً، وكذلك الحال في المطاعم الكبرى ومطاعم الوجبات السريعة، حيث يسيطر اللون الأحمر على المشهد بشكل كامل.
هدايا عيد الحب
وتقول، بنار خطاب، صاحبة متجر لبيع الهدايا في بغداد، إن أهم الهدايا التي تباع في عيد الحب "الساعات والورد بنوعيه الطبيعي والصناعي هما أكثر الهدايا رغبة في عيد الحب، ويأتي بعدها العطر، وذلك لأن البعض يعتبر العطر سبباً للفراق، لذلك لا يرغبون به".
وتضيف خطاب في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "الأكثر طلباً هي الساعات، فهي تعد أرقى هدية لكلا الجنسين، وأسعارها تناسب جميع المستويات".
وتشير إلى أن "أسعار الهدايا تبدأ من 2000 دينار كأن تكون وردة أو إكسسوارات، وهناك بوكس مكياج بـ5 آلاف دينار، وغيرها من الهدايا التي تناسب أصحاب الدخل المحدود".
وعن الأكثر شراءً للهدايا النساء أم الرجال؟، توضح صاحبة المتجر، أن "المرأة تتصدر الزبائن بعمليات شراء الهدايا كل عام، فهي تحب التعبير عن حبها في كل مناسبة".
وتلفت إلى أن "الإقبال على الهدايا يزداد من كلا الجنسين في عيد الحب ورأس السنة، حيث يرغب الطرفان التعبير عن حبهما للآخر في هاتين المناسبتين".
وتنوّه بنار، إلى أن "شراء الهدايا لا يقتصر على العشاق، بل هناك من يهدي لأمه أو أخته، أو الفتاة لصديقتها، وعادة ما يهدي الشباب لأمهاتهم".
ورغم أنها صاحبة متجر وهذه المناسبة مفيدة مادياً، إلا أنه وبحسب وجهة بنار الشخصية فإن "انتظار مناسبة ما للتعبير عن الحب أمر خاطئ، بل ينبغي أن يكون الحب مستمراً على مدار العام وليس في أيام محددة".
الذهب هدية أخرى
من جهته، يشير صاحب متجر لبيع وصياغة الذهب في بغداد، سامر الخفاجي، إلى أن "الرجال والنساء يقبلون على شراء الذهب كهدايا على حد سواء، لكن الحالة المادية هي التي تحكم، لذلك يتم شراء القطع المناسبة لوضعهم".
ويضيف الخفاجي في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "المحل يجري عادة تخفيضات على الأسعار في الأعياد والمناسبات لغرض تسهيل عملية الشراء للراغبين بإهداء قطعة ذهب، وأحياناً يتم البيع بأقل من سعر القطعة الأصلي".
أما أرخص هدية من المصوغات الذهبية في متجره، فيوضح الخفاجي "تبلغ 30 ألف دينار، وهي عبارة عن ميدالية قلب أحمر مؤطرة بإطار ذهب خلجيي عيار 21، لكن الأغلى تصل إلى 10 ملايين دينار".
مناسبة لنسيان الحزن
بدورها، تقول مديرة روضة في محافظة بابل، إيناس سهيل، إن "مفهوم عيد الحب جميل، حيث إن الإنسان الذي يبذل الحب في البداية عليه أن يحب نفسه، فإذا أحب نفسه أحب الآخرين، ورأى الحب في وجوههم".
وتضيف سهيل في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "عيد الحب مناسبة جميلة وخاصة عند العراقيين الذين ينتظرون الأعياد والمناسبات لصنع جو خاص يخرجهم من حالة الحزن التي عايشوها على مدى سنوات طويلة، فهو تقليد جميل ومناسبة لإظهار الحب للآخرين".
أما على مستوى العمل، فتلفت مديرة الروضة، إلى أن "الطفل عندما يدخل إلى الروضة بوجود مناسبة أو بعدها (في الأيام العادية) عادة ما يهديني وردة، وهذه الهدية تخلق جواً سعيداً وتعطي طاقة إيجابية".
وتوضح، أن "الهدية ليست بقيمتها وإنما بمعناها، والشخص الذي يعطيها، وأن الهدية تقرّب القلوب وترفع التوتر بين الاثنين، فكيف عندما تكون من طفل بريء، ليعبر عن حبه الصادق بهذه الهدية".
تاريخ عيد الحب
وبالعودة لتاريخ عيد الحب "فالنتاين" فإنه يعود حسب أكثر الروايات شيوعاً إلى القديس فالنتاين الذي كان يعقد القران بين الجنود وحبيباتهم سراً، لأن الجيش الروماني - في حينها - كان يمنع زواج الجنود والضباط، وذلك لاعتقاد الإمبراطور آنذاك أن الزواج والارتباط عاطفياً مع امرأة وعائلة سوف يحوّل الجندي لشخص جبان في المعركة، وفق اختصاصية الطب النفسي والعلاج السلوكي، بتول عيسى.
وتتابع عيسى في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "الجنود والضباط ممن كانت لديهم حبيبة كانوا يلجأون إلى القديس فالنتاين ليعقد قرانهم بالسر، ليكون حبهم وزواجهم شرعياً، وعندما علم الإمبراطور بهذا، قرر إعدام القديس فالنتاين يوم 14 شباط/ فبراير".
وتكمل، "وبعد إعدام القديس فالنتاين كان الجنود والضباط يذهبون إلى قبره ويلقون الورود الحمراء عليه احتراماً وتقديراً لما فعله من أجلهم، وعندها أصبح الورد الأحمر تعبيراً عن الحب والمودة والعاطفة".
وتضيف "كما أن اللون الأحمر يثير الوصلات العصبية ويسبب إثارة عاطفية وجنسية، لذلك فهو يدل على الإثارة والحب والعاطفة".
أما علاقة الدب بعيد الحب، فتوضح عيسى، أن "الدب يتزوج مرة واحدة طيلة حياته، ويضل وفياً لزوجته حتى بعد وفاتها، لذلك فهو يدل على الوفاء".
وتشير إلى أن "عيد الحب هو عند المسيحيين وله تاريخ يرجع إلى الإمبراطورية الرومانية كما تم ذكره، وفي الإسلام يمكن التعبير عن الحب للأخ والأب والزوج والخطيب، وليس باستغلال هذا اليوم لفعل المحرمات كما يحصل أحياناً".