شفق نيوز/ طرح طلبة في الدراسات العليا، مقترحاً بديلاً عن الامتحانات الإلكترونية التي قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المضي بها بسبب جائحة كورونا، وعبّروا عن رفضهم "للامتحانات الافتراضية".
ويقضي المقترح بأن يتم استبدال الامتحانات بـ"البحوث والتقارير العلمية" في مسعى يهدف لتحقيق الشفافية ومنع التلاعب والغش خلال الامتحانات الإلكترونية.
يأتي هذا في الوقت الذي وجه فيه وزير التعليم يوجه كتاباً الى وزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات لدعم منصات الامتحان الإلكتروني وتوفير الإنترنت مجاناً.
وقال الطلبة في رسالة لهم إن البعض منهم لا يملكون المال وغير متمرسين على الوسائل الإلكترونية الأمر الذي من شأنه يؤثر على تفوقهم العلمي، وأشاروا إلى أن هذا الأمر يشمل الطالبات بالدرجة الأساس لا سيما وأن الكثير منهن ينحدر من مجتمع محافظ.
وأضاف الطلبة في رسالتهم أن الكثير ممن كان يتأمل بإحراز معدلات عالية يخشى الآن أن تمنعه الوسائل الإلكترونية من الحصول عليها.
وأوضحت الرسالة أن "الامتحان الإلكتروني فيه ظلم كبير للطلبة خصوصاً الذين يحاولون الحصول على معدلات عالية طمعاً للحصول على التعيين".
ولفت الطلبة في رسالتهم إلى أن "الدراسة الإلكترونية ليست حلا، وكذلك التعليمات الوزارية لم يطبقها كثير من الاساتذة من السعي والاستمرار بإرسال المحاضرات، وسنكون ضحية وحقلا للتجارب الإلكترونية".
وجاء في الرسالة "استبدال الامتحانات بالبحوث والتقارير العلمية هو أفضل سبيل وحل للطلبة بشكل عام".
ويقول طلبة وقانونيون إنه لا يوجد أي قانون في العراق يجيز الاعتماد على الامتحان الإلكتروني.
وثمة حلول أخرى، تقول الرسالة، منها "اعتماد درجة الكورس الأول كدرجة نهائية وإنهاء السنة الدراسية الحالية في ظل التفشي الكبير بفيروس كورونا".
ويتطلب الامتحان الإلكتروني بيئة هادئة وهو ما لم يتوفر لدى الكثير من طلبة الدراسات العليا خاصة وإنهم يقبعون في بيوتهم وسط حجر يجمع كل العائلة.
وذكرت الرسالة أن تطبيق الامتحان الإلكتروني لن يحقق نجاحاً "لأننا لا نمتلك المقومات الأساسية لها كما في البلدان المتطورة".
وليس من الواضح ما إذا كانت وزارة التعليم العالي ستمضي قدماً في إجراء الامتحانات الإلكترونية في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء، في الوقت الذي تتطلب فيه المنصات الإلكترونية سرعة فائقة بالإنترنت، وهو "غير موجود في العراق".
وأضافت الرسالة "التقارير العلمية أو احتساب درجة الكورس الأول كدرجة نهائية وإنهاء السنة الدراسية هو أقرب مقترح الى الواقع الذي نعيشه".
ويفتقد الكثير من الطلبة العراقيين إلى هواتف وحواسيب حديثة إذ ينحدرون من اسر فقيرة تشكل مئات الآلاف ممن يعانون من الفقر المدقع.
وقالت رسالة الطلبة إن "الامتحان الإلكتروني سيجعل من يمتلك تلك المقومات أكثر حظوظاً للنجاح مقارنة بزميله الفقير، وإن كان على حساب العلم".
ولم تذكر وزارة التعليم العالي أي تفاصيل عن طبيعة الامتحان الإلكتروني وشروطه، إلا أن الكثير من الجامعات بدأت بتعميم الجداول إلى الطلبة.
وختم الطلبة رسالتهم قائلين "في الامتحان الإلكتروني سيقع ظلم كبير".
يشار إلى أن إجراء الامتحانات في الأيام الاعتيادية بالنسبة لطلبة الدراسات العليا تجرى في ظل مراقبة مشددة، لكن ذلك يتوفر في الامتحانات الإلكترونية (الافتراضية) وهو ما قد يجعل الغش يتصدر المشهد وقد يغدو حديث الشارع في بلد لا يزال يواجه أزمات متلاحقة.