شفق نيوز/ أصبح اللون الأصفر علامة تميز أجواء بغداد، خاصة في ساعات الصباح الأولى حيث يؤدي شروق الشمس دوره في عكس أشعته على سحب ضبابية صارت جزءاً من أجواء العاصمة بعد انتشار واضح للتلوث بما يعرف لدى المواطنين الآن بـ"ضباب الكبريت".
وأصبح هذا التلوث في الأيام الماضية مصدر قلق للناس وحديث الشارع الاول، لُُحق بيانات حكومية وتشكيل لجان وزارية للوقوف على أسبابه، وكذلك دعوات للجلوس في المنازل وغلق الأبواب، تلك الدعوات التي قوبلت بالاستهجان والسخرية من قبل المواطنين.
وجالت كاميرا وكالة شفق نيوز، صباح اليوم الثلاثاء، ترصد شكل بغداد صباحاً، حيث تغص بناياتها في مناطق وسط العاصمة، بُسحب الضباب الكبريتية، وتكاد لا تُرى في مجال انعدام الرؤية على مدى 500 متر أو أقل، ناهيك عن الرائحة الملوثة في الهواء.
مواطنون قالوا لوكالة شفق نيوز، إن هذا الجو أصبح كذلك منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن هذه السنة أصبح أكثر تلوثاً خصوصا في ساعات الليل وساعات الصباح الاولى.
ويوم الجمعة الماضي، عادت رائحة الكبريت الكريهة والسماء الضبابية لتُسيطر على أجواء بغداد، حيث اشتكى السكان من انتشار دخان كثيف يغطي المدينة منذ أيام.
كما غطى الدخان مناطق شمال بغداد وصولًا إلى محافظة ديالى وعند حدود اقليم كوردستان، دون معرفة المصدر، مما دفع المواطنين للمطالبة بحلول عاجلة لتجنب الأمراض الخطيرة الناتجة عن هذا التلوث.
وأرجع مرصد "العراق الأخضر" المتخصص بشؤون البيئة، أسباب انتشار رائحة الكبريت في سماء العاصمة بغداد بشكل متكرر الى استخدام نفط عالي الكبريت في محطات توليد الكهرباء، كما حذّر من أن هواء بغداد، خاصة خلال الأيام الأخيرة، بات محمّلاً بمواد خطرة تهدد صحة الأطفال وكبار السن، واشار الى أن بغداد تسجل لأول مرة نسبة تلوث في الهواء تصل إلى 515%.