شفق نيوز/ يبدو محظوظاً من يعيش في بلد نفطي والأكثر سعادة هم من تكون الآبار النفطية في مدنهم وأراضيهم، ففرص العمل كثيرة ومتوفرة والأموال والمشاريع متوفرة، والبنى التحتية متكاملة، هذا ما يظنه البعض، أو هذا ما يجب أن يكون عليه واقع الحال، لكن في الحقيقة هناك آثار سلبية خطيرة تهدد حياة الناس والكائنات الأخرى لمن يسكن بالقرب من الآبار النفطية.
أهالي ناحية القيارة في محافظة نينوى من هؤلاء المحظوظين غير السعداء، بل المتضررين من النفط القابع تحت أقدامهم، كما هو الحال في محافظة البصرة وغيرها من المدن النفطية في العراق، فحياة الناس باتت في خطر حقيقي وملموس وموثق في سجلات الوفيات ومستشفيات الأمراض السرطانية والتنفسية بسبب غياب التخطيط وعدم الاكتراث الاحترازات البيئية والصحية.
مراسل وكالة شفق نيوز وعدستها، يسلطان الضوء على الجانب المظلم من هذه النعمة، حيث يقف الحاج عمر ذياب عويد مع مجموعة من الشباب بالقرب من مصفى القيارة النفطي للاحتجاج على ما يعانون منه من انبعاثات غازية.
ويقول عويد لمراسلنا "كل ليلة نختنق بسبب الانبعاثات من المصفى وحقول النفط، وكل جهة ترمي المسؤولية على غيرها، غالبية اطفالنا مرضى بسبب الغازات وبعضهم أصيبوا بالتهاب القصبات الهوائية المزمن، وآخرون يعانون من امراض تنفسية اخرى".
ويضيف "زوجة اخي ماتت بسبب هذه الغازات والانبعاثات التي تصدر من المصفى وحقول النفط في الناحية، وقد طالبنا كثيرا بإيجاد حلول لنا لكن لم يستمع لنا احد".
المواطن احمد سلطان، يقول لمراسلنا انه "منذ تحرير ناحية القيارة من سيطرة تنظيم داعش وعودة المصفى الى العمل مع استلام الشركة المنغولية لحقول النفط، ونحن يعاني من الغازات والانبعاثات وقد اطلقنا (هاشتاك القيارة تختنق) وسنبدأ بتنظيم وقفات احتجاجية وتظاهرات في حال لم يتم معالجة هذه المشكلة".
ويبين ان "نسب تركز هذه الغازات تختلف بين حي سكني وآخر وقد تسببت بمشاكل صحية كبيرة لسكان الناحية وخصوصا الاطفال، واحياناً نضطر الى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج وتزويدهم بالاوكسجين، وبين الحين والاخر يتكرر المشهد".
واكد سلطان "لدينا الكثير من الأهالي يعانون من مشاكل تنفسية مزمنة بسبب هذه الغازات والانبعاثات".
الدكتور عبد المنعم الطابور، احد سكنة ناحية القيارة، يوضح لشفق نيوز، ان "هنالك غازين رئيسيين يتسببان بالكثير من المشاكل التنفسية وبعضها تكون مزمنة مثل الالتهاب المزمن للقصبات الهوائية، والتهاب الشعب الهوائية، وغيرها".
ويقول "هذان الغازان من شأنهما التسبب بكل هذه المشاكل وهما غازي ثاني اوكسيد الكبريت، بالاضافة الى ثاني اوكسيد النيتروجين، وكلاهما ينبعثان من الحقول النفطية وهما من الاسباب الرئيسية لتلوث الهواء في الناحية".
من جهته يقول النائب عن نينوى منصور المرعيد، في حديث لشفق نيوز، انه فاتح وزارة الصحة والبيئة وقد ارسلوا فريقا واخذ عينات من الهواء لمعرفة اسباب التلوث ومصادره الرئيسية.
وبحسب مصادر طبية فان هنالك العشرات من حالات الاختناق التي تسجلها مستشفى الناحية كلما ارتفعت نسبة الغازات في الهواء حتى ان بعضاً من الاهالي بدأوا يتعاملون مع حالات الاختناق في المنازل ويعطون الادوية التي كان الاطباء يصفونها للمصابين بالاختناق.