شفق نيوز/ خمس سنوات مضت على تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش وما زال جامع النوري ومأذنته الشهيرة "الحدباء" التي تعد من أشهر معالم المدينة مجرد أنقاض، فالعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم ولم تنفجر، والبحث عن الأحجار التاريخية للجامع ومنارته، وكمية الأنقاض الكبيرة، وتفشي فيروس كورونا، كلها عوامل ساهمت بتعطيل إعادة الإعمار.
يقول مدير مشروع إعادة إعمار جامع النوري و المئذنة الحدباء في اليونسكو، راكان العلاف، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "المراحل الأولى لإعادة الإعمار كانت مراحل توثيق ورفع الحجارة وعزلها وتصنيفها ورفع المخلفات الحربية بالاضافة الى عمليات تنقيب عن الآثار كانت في محيط المصلى، وهذه المراحل أخذت قرابة العامين ونصف العام".
ويضيف "بدأت مراحل إعادة إعمار المنارة فعلياً والعمل جارٍ على هذا الأساس، وكذلك إعمار مصلى الجامع على الرغم من وجود عمليات تنقيب عن الآثار بالقرب منه".
ويؤكد العلاف أن "التأني والحذر في عملية الإعمار أمر أساسي لكون هذا المكان تاريخي وأثري ومهم جداً وليس مجرد عملية إعادة إعمار لمرفق عادي".
ويشير إلى أن "عمليات إعادة إعمار المئذنة الحدباء وجامع النوري ستنتهي في المدة المحددة وهي نهاية العام 2023 وقد يكون هناك وقت إضافي بسبب التأخير الذي حدث بسبب جائحة كورونا".
بدوره يوضح مهندس الموقع عمر طاقة، في حديثه لشفق نيوز، أن "مراحل إعمار المئذنة أو المنارة كما تسمى هي ثلاث مراحل، الأولى تتمثل بتدعيم قاعدة المئذنة الحدباء وصيانة الأجزاء المتضررة منها، والمرحلة الثانية نصب الأساس الجديد للمأذنة، وبعدها تكون المرحلة الأخيرة وهي مرحلة بناء المئذنة بذات التصاميم والصفات والسمات التي كانت تحملها سابقاً".
ويلفت إلى أن "إعمار مصلى الجامع تأخر قليلاً بسبب عمليات التنقيب التي كانت موجودة بالقرب منه لكن مرحلة إعمارهِ الفعلية ستنطلق قريباً".
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة شفق نيوز، فإن كمية الأنقاض التي رفعت من جامع النوري ومحيط منارته الحدباء تقدر بـ5600 طن من الأنقاض، مع رفع عبوات ناسفة كانت معدة للتفجير ومزروعة بجدران المصلى، فيما استخدمت الكوادر الهندسية 80 طناً من الخشب لتدعيم المنارة والجامع من أجل حماية ما تبقى منهما حتى تكتمل عمليات الصيانة الأولية التي سبقت عملية إعادة الإعمار والبناء.
هذا وكانت عمليات إعمار جامع النوري ومأذنته الحدباء قد انطلقت فعلياً مطلع عام 2019 بدعم من دولة الإمارات التي تبرعت بـ50 مليون دولار لإعادة إعمار الجامع ومأذنته والمنطقة المحيطة به.