شفق نيوز/ جامع تعاقبته عليه الأزمان والحروب والخراب، يعد أقدم مسجد في مدينة الموصل ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب، لكن جدرانه تحكي قصة مدينة طالما تعرضت للغزوات والتدمير أو التصدع بسبب الإهمال، وكان آخرها سيطرة تنظيم داعش.
المسجد الجامع، وهذه أول تسمية له، يقع في محلة الكوازين بمدينة الموصل، شيده عرفجة بن هرثمة البارقي، أحد قادة الجيش الإسلامي في زمن الخليفة الثاني، وكان الجامع محاطاً بمنازل المسيحيين واليهود والعرب المسلمين الذين أسكنهم البارقي حوله.
وبحسب المصادر التاريخية، فقد حمل هذا الجامع الكثير من الأسماء، أشهرها الجامع الاموي، وجاءت هذه التسمية بعدما قام آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، بإعادة إعماره.
تعرض الجامع للأضرار عدة مرات، منها في عهد السلاجقة حيث تداعى بنيانه وترك الناس الصلاة فيه الا في يوم الجمعة وبقي لفترة طويلة على هذا الحال، ووجد بعد ذلك الجامع الاهتمام في عهد الدولة الاتابكية حيث جددوا اعمار مرافقه عام 543 هجرية.
ومن التسميات التي اطلقت عليه، الجامع العتيق، وذلك ليميزه الناس عن جامع النوري الكبير الذي بناه نور الدين زنكي والذي يحتوي على المأذنة الحدباء.
ومن النكبات التي تعرض لها الجامع ايضا، كانت في عهد احتلال المغول للموصل والذين هدموا الكثير من المحلات ودور العبادة وبقي الجامع مهملا حتى بات كومة من الانقاض.
وسمي ايضا بجامع الكوازيين بعد ان عاد الناس للسكن في المنطقة المحيطة به وغالبيتهم من الكوازيين وبنيت محلة الكوازين واخذ الجامع تسميته جديدة من المحلة الجديدة، وذلك في عهد الدولة العثمانية.
اما التسمية الاخيرة التي يشتهر بها حاليا فهي جامع المصفي والتي جاءت عام 1225هجرية عندما قام الحاج محمد مصفي الذهب، بهدمه واعادة اعماره بصورة كاملة.
واخر المراحل التي مر بها الجامع هي احتلال داعش للموصل حيث نال وابلاً من القنابل أتت على بنيانه وتضررت اغلب مرافقه بما فيه المأذنة، ورغم انه اقدم جامع في الموصل ومن اهم رموز التراث الاسلامي، الا ان اعماره تأخر رغم مرور اربع سنوات على هدوء ازيز الرصاص.
يقول مدير الوقف السني في نينوى ابو بكر كنعان، لوكالة شفق نيوز، ان الجامع بخطة مشمول بالاعمار في حال وصول مخصصات موازنة 2021".
وأضاف أن "هناك اهتماما كبيرا بالجامع، وفي حال لم يتم تخصيص المبالغ المالية فهنالك العديد من المتبرعين الموصليين الذين اكدوا انهم مستعدون لاعمار هذا الجامع على نفقتهم الخاصة".
وتشهد الموصل حملة لاعمار العديد من الجوامع المهمة فيها، من بينها جوامع طحنتها الحرب، وبحسب ما قاله كنعان فإن جامع النبي جرجيس في الموصل القديمة قد تبرعت سيدتان موصليتان لاعادة اعماره بمبلغ مليارين ونصف المليار دينار، والعمل فيه جار على قدم وساق، وهنالك جوامع اخرى يعيد الموصليين اعمارها.
وفي اطار الحديث عن اعمار الجوامع، انتقد ابو بكر كنعان منظمة اليونسكو، وقال "انهم لا يقبلون اعمار اي من جوامع المدينة التي تعد من التراث، وما يحدث في جامع النوري امر غير مقبول وهنالك تأخير كبير وقد لا يكتمل بعد خمس سنوات، رغم ان الامارات مولتهم بـ50 مليون دولار".