شفق نيوز/ أقام المسيحيون في مدينة الموصل، يوم الجمعة، قداس عيد الميلاد بحضور محدود جراء تفشي وباء كورونا، وكذلك لكون المئات من العوائل المسيحية لم تعد حتى الآن إلى مناطق سكناها الأصلية بعد تهجيرها من المدينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
وذكر مراسل وكالة شفق نيوز، أن كنيسة البشارة في الجانب الأيسر من الموصل، هي الكنيسة الوحيدة التي أقامت قداس عيد الميلاد في المدينة صباح اليوم، بحضور العشرات من المسيحيين ممن عادوا الى المدينة والاقضية والنواحي المحيطة بها، مشيراً إلى إيقاد شعلة الميلاد داخل الكنيسة إيذاناً ببدء عيد الميلاد.
وقالت نغم سيف، لوكالة شفق نيوز، وهي إحدى الحاضرات في القداس وعادت مؤخرا الى الموصل من النزوح، إنها تتمنى عودة باقي المسيحيين ممن تركوا المدينة بعد احتلالها من قبل تنظيم داعش.
وأشارت إلى أن "الوضع قد تغير والامان الموجود اليوم على عكس الوضع في وقت سابق، ومهما حدث من ظروف فستبقى الموصل مدينتنا والعراق عراقنا وعلينا التمسك به قدر الامكان".
فيما يقول الشماس نبيل هندي، لشفق نيوز، إنه سعيد اليوم بحضوره من دهوك الى الموصل وحضور القداس في كنيسته، متمنياً ان يتخلص العالم من وباء كورونا.
وبشأن التحديات التي تواجه المسيحيين في العودة الى مناطق سكناهم، قال هندي إنها كثيرة منها ان بعضهم لم تعد لديه الرغبة بالعودة، وهناك من استقر في المهجر وبدأ حياة جديدة بعد سنوات من التهجير ولم يعد بإمكانه العودة، وهذه من الاسباب والتحديات التي تحول دون عودتهم، بالاضافة الى امور اخرى لم يذكرها.
من جانبه، يرى قائد شرطة نينوى العميد ليث الحمداني، في حديثه لشفق نيوز، اثناء حضوره القداس في الكنيسة، أن "الموصل اليوم من اكثر المدن الآمنة، ونتمنى عودة المسيحيين اليها في اقرب وقت"، مؤكداً على أن "المسيحيين جزء اساسي من المجتمع في المحافظة ولا يمكن الاستغناء عنهم".
اما الاب ثابت، فيقول لشفق نيوز إن "عدد العوائل التي عادت منذ تحرير الموصل وحتى اليوم لا يزيد على 60 عائلة فقط لا غير"، مشيرا الى ان "هنالك العديد من العوامل التي تمنع عودة المسيحيين ولكن كلما تحسنت اوضاع المحافظة اكثر ستسهل عودتهم أما في الوقت الحالي فمحافظة نينوى ومدينة الموصل على وجه الخصوص تحتاج الى المزيد من الجهود".