شفق نيوز/ زواج القاصرات قد يكون حلاً مؤقتاً للفقر الذي يعانيه أهالي الفتيات في مخيمات النازحين، ولا سيما مخيم "آشتي" في السليمانية، إلا أنه تعذيب وموت بطيء للفتيات القاصرات.
وتتعرض الفتيات القاصرات المتزوجات، للعنف اللفظي والجسدي، دون أن يجدن وسيلة للشكوى نظراً لانعدام القوانين الرادعة، ولا سيما أن كثيراً من حالات الزواج القصري تتم بعيداً عن المحاكم الشرعية والقضائية الرسمية ولأسباب عديدة.
وتقول مريم وهي نازحة من محافظة صلاح الدين لوكالة شفق نيوز، إن "الفقر هو من يدفع بالأُسر لاتخاذ قرار الزواج المبكر، فعدم القدرة على تحمل أعباء الاطفال يدفع بالأهل بالقبول بزواج بناتهم دون السن القانوني لانهم قد لا يمتلكون قوت يومهم لإعانة تلك الفتيات فتُجبر الأسرة لاتخاذ هذا القرار".
بينما يرى ابو ابراهيم وهو نازح يسكن مخيم "آشتي" ان "زواج البنت القاصر أي التي لم تبلغ سن الرشد قد يجعل علاقتها الزوجية فاشلة وقد تنتهي بالطلاق ثم العودة الى بيت والدها بطفل او اكثر وبالتالي تزداد اعباء الاسرة عليهم".
ويتابع ابو ابراهيم "يجب ان تتأنى الأسر في اتخاذ قرار الزوج خصوصا للفتيات اللواتي لم يبلغن 18 عاما من اعمارهن". وفي ظل هذه الكارثة الانسانية تحتفل المنظمات الحقوقية بالأسبوع العالمي لمناهضة العنف ضد النساء من خلال نشاطات توثق ارتفاع حالات العنف والشكاوى خاصة في ظل جائحة كورونا وما رافقها من تبعات اقتصادية سلبية.
ونظمت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في مخيم "آشتي" للنازحين بمحافظة السليمانية، حملة توعوية للنساء النازحات حول مخاطر زواج القاصرات، تحت عنوان "انتِ سر النجاح" وذلك بمناسبة حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.
وأكد القائمون على المبادرة أن الحملة جاءت لبحث تداعيات زواج القاصرات في المستقبل ومخاطره.
وقال المتحدث الرسمي باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فراس الخطيب إن "هدف هذه النشاطات هو لنشر التوعية والتثقيف في المجتمع لإنهاء العنف ضد النساء"، مردفا بالقول إن "الحملة تمثل تجربة اجتماعية يمكن خلالها التواصل مع الجمهور للتثقيف والتوعية بضرورة مناهضة العنف".
واكد الخطيب على "ضرورة احترام مكانة المرأة وصون حقوقها داخل المجتمع"، مشيرا إلى "ارتفاع حالات العنف والشكاوى خاصة في ظل جائحة كورونا وما رافقها من تبعات اقتصادية سلبية".
وفي حال بقيت ظاهرة زواج القاصرات بدون مراقبة، سيكون لها أثر رهيب على المجتمع وستتسبب باندلاع أزمات صحية واقتصادية وأمنية خلال السنوات القادمة.