شفق نيوز/ يشكو صحفيون من محافظة الانبار، (غربي العراق)، من صعوبات كبيرة في عملهم، بسبب الإجراءات التي تفرضها السلطات المحلية ومسؤولين أمنيين وعسكريين، خاصة فيما يتعلق بتغطية القضايا الخدمية أو تلك المتعلقة بالجانب الإداري والفساد والانتهاكات داخل المحافظة.
ويشير صحفيون من المحافظة إلى تطبيق عدد من المسؤولين ومديري الدوائر سياسات تكميم الأفواه، وعدم التعاون مع وسائل الإعلام، فضلاً عن ممارستهم أساليب الاستهداف والتهديد بحق كل صحفي يحاول العمل على كشف "ملفات فساد"، الأمر الذي بات، وفق رأيهم" يهدد مهنة الصحافة والاعلام في الأنبار.
وأثار أمر اعتقال الصحفي "حميد مجيد"، قبل نحو ثلاثة أيام، من قبل قوة أمنية تابعة الى مديرية إجرام الأنبار، حفيظة صحفيي المحافظة، ما دفعهم للمطالبة بإخلاء سبيله ووضع حد لما يتعرض له الصحفيين مما وصفوها بـ"المضايقات والأساليب القمعية".
ويعرب الصحفي عمر الدليمي، عن أسفه بأن "الحصول على المادة الصحفية والاعلامية في الانبار بات كالحصول على المواد الممنوعة"، مضيفاً لوكالة شفق نيوز، أنه "رغم وجود قوانين تحمي حرية الرأي والتعبير وأخرى لحماية الصحفيين، إلا أن هناك جهات تحاول تكميم الافواه، من خلال مضايقة الاعلاميين والصحفيين".
ويؤكد الدليمي، أنه "خلال شهر واحد حدثت أكثر من سبعة محاولات لمصادرة الاقلام الحرة في الانبار"، عاداً ذلك "مؤشراً خطيراً يحتاج إلى متابعة من قبل الجهات المعنية".
وأشار إلى أن "نقابة الصحفيين في الانبار، خرجت ببيان استنكار لما يتعرض له الصحفيين من مضايقات"، مؤكداً أنه "بعد اعتقال الصحفي حميد الفهد، سيكون هنالك خطوات أخرى يتم اتخاذها من قبلنا لوضع حد لكل ما نتعرض اليه".
وينوه الدليمي، إلى أن "الكثير من المشاكل والمعوقات تواجه الاسرة الصحفية في الانبار، منها صعوبة الحصول على المعلومة، بالإضافة الى مضايقات وعراقيل يتم وضعها من قبل بعض المسؤولين ومديري دوائر المحافظة، فضلاً على عدم تعاونهم مع المؤسسات الاعلامية".
أما الصحفي "نبيل عزامي"، فيقول إن "استهداف وملاحقة الصحفيين العاملين في الانبار ليس بالجديد، فقد تكررت حالات الاعتداء وتهديد صحفيين لأكثر من مرة".
وأضاف عزامي، لوكالة شفق نيوز، أن "سياسات تكميم الافواه، وعدم انتقاد الآخر، تعد سياسات دخيله على الوسط الاعلامي في الانبار، ونتمنى أن تكون هنالك تشريعات حقيقية وفاعلة لحماية حقوق الصحفيين في الانبار والعراق بصورة عامة".
فيما يقول الصحفي أنس القيسي، أن "العمل الصحفي في الأنبار، بات أشبه بالحرب النفسيه، وطالما هناك أجهزة أمنية متعاونة مع المسؤول وتتستر عليه، فعلينا كصحفيين ان نتوقع أن يزج باحدنا بالسجن بأي لحظة، أو ربما يتم تصفيته بسبب خبر او حتى منشور على صفحته الشخصية في فيسبوك، وهذا ما يحدث معنا فعلاً".
ولفت القيسي، إلى "انني احد صحفيي الأنبار الذين تعرضوا للتهديد في الفترة الأخيرة"، مبيناً أنه تعرض للتهديد من قبل مسؤول محلي ثلاثة مرات".
وتابع قائلاً أن "الأمر وصل بهذا المسؤول إلى تهديدي في إحدى المجموعات على منصة واتساب، التي تضم مسؤولين محليين وامنيين وأعضاء مجلس البرلمان".
ويؤكد، القيسي، أنه "قدم شكوى ضد هذا المسؤول ، لكن دون جدوى"، مضيفاً أن "رد فعل نقابة الصحفيين في الأنبار، ازاء هذه القضايا التي نتعرض لها، لا يتجاوز بيان الاستنكار، وهذا أبرز الأسباب التي تقف وراء كل ما نتعرض له من محاولات لمصادرة أقلامنا، فليس هناك حسيب ولا رقيب".
وطالبت نقابة الصحفيين فرع الانبار في بيان صدر، أمس الجمعة، الحكومة المحلية في المحافظة "بدعم الأسرة الصحفية بكافة المجالات".
ودعت خلال بيانها، المنظومة الأمنية في المحافظة، وبكافة مؤسساتها بزيادة التعاون مع الصحفيين واشراك النقابة بالقضايا التي تهم الإعلام، بما فيها القرارات الخاصة بالصحفيين، وشددت على احترام وتطبيق فقرات قانون حماية الصحفيين، الذي أقره البرلمان العراقي عام 2011، والمادة 38 من الدستور العراقي، والمادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة الخاصة بحرية التعبير واحترام الصحافة".
كما أكد بيان نقابة الصحفيين فرع الانبار، ضرورة الالتزام بقرارات مجلس القضاء الأعلى، العدد 476، والذي نص على عدم إصدار مذكرات اعتقال بحق الصحفيين، وإرسال ورقة التكليف إلى نقابة الصحفيين بالمحافظة.
وطلب البيان من مديرية شرطة الانبار، بكشف ملابسات اعتقال الصحفي حميد مجيد والإفراج عنه بشكل فوري، كما هددت أنه في حال عدم الاستجابة أنها ستتخذ قرارات أخرى يكون أولها إيقاف العمل الإعلامي في المحافظة.
وعبرت النقابة عن استغرابها من أقدام بعض المؤسسات الأمنية على اعتقال عدد من الصحفيين دون مذكرات اعتقال، وحتى من دون اعلام النقابة بذلك، ودعت جميع المؤسسات الأمنية إلى احترام العمل الصحفي في الأنبار.