شفق نيوز/ لم تمحِ سنوات الخراب والدمار التي فرضها "داعش" على مدينة ام الربيعين ذكريات الموصليين في "شارع الدواسة" قلب الحياة التجارية في المدينة، ليستعيد عافيته قبيل عيد الفطر.
وتعرض الشارع للدمار والتخريب خلال سنوات سيطرة التنظيم الارهابي على الموصل، مما أثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
وبين الحين والآخر يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للشارع في العام 2017 والدمار يخيم عليه إبان معارك التحرير ويقارنونها باخرى في الوقت الحاضر وكيف استعاد السوق عافيته.
سرعة غير مسبوقة
وبالرغم من التحديات الهائلة، عاد شارع الدواسة للحياة بسرعة غير مسبوقة، واليوم، يعج الشارع بالمتسوقين، الذين يتجولون بين محلات الألبسة، بحثاً عن أحدث الصيحات وأفضل الصفقات. الحياة عادت إلى الشارع، ومعها عادت البهجة والنشاط.
بصوت عالي ينادي محمد عبود على بضاعته التي افترشت رصيف الشارع، طريقة معروفة لتعريف أصحاب البسطات ببضائعهم وعرضها على المارة، يقول عبود أن "شارع الدواسة أزدهر خلال العشر الاخيرة من رمضان وخصوصاً قبل ليلتين من العيد ".
ويضيف عبود "سعداء بأن نرى الحياة تعود لهذا السوق الذي يزدحم بالمارة بعد ركود دام السنوات التي تلت تحرير الموصل، من يرى السوق بعد التحرير لن يصدق عودتهم ولكن ها هو قد عاد مجددا ".
تاريخ شارع الدواسة يعود إلى فترة طويلة في الماضي وظل شارع الدواسة ولزمن طويل واحداً من أشهر الشوارع الرئيسة في مدينة الموصل، وأكثرها شعبيةً نظرا لتنوع سوقه الممتد من قصر المطران شرقاً إلى شارع حلب غرباً، ومع أن سجلات المدينة لا تذكر سنة محددة كتاريخ أكيد لإنشائه غير أن ذاكرة كبار السن تشير إلى أربعينيات القرن الماضي، وهو يحتل مكانة خاصة في قلوب السكان المحليين.
عروض سينمائية
ولبعض الناس، الشارع هو مزيج من الذكريات والتجارب، عندما كان يضم 6 دور عرض سينمائي من أصل ما يقارب 11 صالة سينما في الموصل، وقد تكون تلك الذكريات الجميلة التي مازالت عالقة في أذهان ذلك الجيل عن شارع الدواسة، بينما يعتبره البعض الآخر رمزاً للصمود والمرونة في وجه التحديات التي واجهت الموصل وهذا الشارع الذي اعيد اعماره بجهود أصحاب المحال على الغالب.
الأهالي يتحدثون بفخر عن عودة الحياة إلى شارع الدواسة ويعبرون عن امتنانهم لجهود الإعمار، ويتحدثون عن الأمل والثقة في مستقبل أفضل.
ويقول احمد علي 50 عاماً وهو يتجول في السوق لشراء ملابس العيد لاولاده " على الرغم من الدمار الذي شهده الشارع، إلا أن الروح الإيجابية والحيوية التي تميزها ما زالت حاضرة، وهي تحفز الجميع على الاستمرار والتقدم"
ويضيف " دائما ما نحضر لهذا السوق لسببين الأول رخص الأسعار مقارنة بأسواق اخرى، والسبب الاهم انه يلامس مشاعرنا باسترجاع ذكرياتنا الجميلة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي".
الموصل تستعيد عافيتها
واستعادت اسواق الموصل عافيتها بعد سنوات من العنف الحق بها الدمار والخراب خلال سيطرة "داعش" على الموصل في حزيران 2014 وقبل هذا التاريخ ايضاً وقبل احتلال داعش كانت الحياة في الاسواق بالموصل متعثرة ومحبطة بسبب التنظيمات المتطرفة والمسلحة التي تعيق حركة السوق والعمل فيه بشكل طبيعي بعد فرض إتاوات وعمولات على الميسورين في الأسواق وكل من يحاول الاستثمار في الموصل.
صورة متداولة للشارع بعد عمليات التحرير في العام 2017