شفق نيوز/ بحسرة وحزن وقفت استبرق أمام مجمع تجاري وسط بعقوبة وعلى مشارف نهر خريسان وصل الى مراحل متقدمة من الإنجاز وهي تستذكر أهم معلم فني وثقافي في ديالى، ألا وهو (سينما ديالى) الذي حلت بناية تجارية محله بعد هدمه وإهماله منذ سنوات.
استبرق الزبيدي، أبرز ناشطة ثقافية ومدنية في ديالى، وصاحبة مشاريع ثقافية رائدة بإمكانيات ذاتية وتطوعية، أشارت خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى قصة تغييب ومحو تراث وتاريخ ديالى الفني والثقافي باندثار السينما وتغييب تاريخها عن الأجيال القادمة رغم أهميته الحضارية.
ولفتت الزبيدي، إلى أن "سينما ديالى أو ما تسمى (سينما اليهودي) والتي تأسست عام 1949 غيبها ومحى أثرها اليوم مجمع تجاري شيد بديلاً للسينما في صفحة حزينة تعكر إرث وهوية بعقوبة الفنية والثقافية".
وأوضحت أن "سينما ديالى هدمت منذ سنوات طويلة وتناقلت ملكيتها من مالكها الأصلي يهودا حسقيل إلياس، إلى أشخاص عدة"، في وقت أعلنت الجهات المعنية بالآثار عام 2019، أن السينما تعد ملكية خاصة كونها ليست معلم تاريخي أو أثري.
وقالت الزبيدي، إن "صاحب السينما ارتأى الاحتفاظ بتصميم شكلها القديم دلالة على وجودها قديماً هنا ولتبقى تذكر الأجيال القادمة"، مستدركة: "كان بالإمكان إعادة تشييد السينما كمشروع تجاري ناجح ومربح لصاحب البناية وكإحياء لتاريخ فني حافل جسدته سينما ديالى".
وأكدت الناشطة الثقافية، وجود رغبات اجتماعية جامحة لدى العائلات والشرائح الاجتماعية للإقبال نحو السينما بأفلام ودرامات فنية تجسد تاريخ ديالى والقضايا الاجتماعية والأخلاقية المهمة لتكون السينما منبر توجيه إعلامي وتقويم وتحصين للمجتمع من ثقافات تؤثر سلباً على تقاليد وأعراف مجتمع ديالى".
واختتمت الزبيدي، حديثها بحسرة: "محو سينما ديالى حرم المحافظة من واجهة سياحية وترفيهية مهمة، يتطلع اليها أبناء ديالى بمختلف شرائحهم، وتغيبب لإرث جميل تداولته الأجيال طيلة العقود الماضية".
وخلصت إلى القول إن "موقع ومكان سينما ديالى، لن يمحى من ذاكرة أبناء بعقوبة وعموم الوحدات الإدارية الأخرى، التي لطالما ارتادت السينما لسنوات طويلة".