شفق نيوز/ طالبت مدينة سامراء جنوبي شرقي تكريت الجهات الحكومية المعنية باعادة العمل بمشروع تطوير وتأهيل معلم "الملوية" التراثي الحضاري والمدرج ضمن لائحة التراث العالمي.
وقال رئيس مجلس سامراء المنحل عمر محمد السامرائي لوكالة شفق نيوز؛ ان الحكومة العراقية اطلقت عام 2013 مشروع تأهيل معلم "الملوية" بكلفة 15 مليون دولار الا ان المشروع خرج عن أهدافه ونفذ بشكل نفعي خارج اطر التراث والاعمار والتخصص المهني.
وأكد السامرائي؛ ان المشروع لم يحقق أي أهداف ملموسة على الرغم من أنه يشمل عمليات تشجير ومنصات ومناطق خضراء وسياج حضاري يرقى لمكانة "الملوية" التي يقصدها ملايين السياح من الداخل والخارج لما تمثله من إرث تاريخي وتراثي للعراق.
واشار الى ان مجلس المدينة وحكومة سامراء اعترضت على المشروع ورفضته، وتم إرسال لجنة من أشخاص "مرتشين" يدعون انهم من اليونسكو لتقييم المشروع والذي اعتبروه مطابقا للمواصفات وهو امر مؤسف وبعيد عن الواقعة ولازالت الملوية محاطة بالصحراء وسياج لا يليق بمكانتها دون أي خطوات عمرانية ملموسة.
وطالب السامرائي الحكومة العراقية بارسال لجان جديدة لتقييم مشروع تأهيل الملوية من جديد لما تمثله من أهمية بالغة لسامراء وصلاح الدين، باعتبارها قبلة سياحية عالمية تدر واردات اقتصادية وفيرة تدعم اقتصاد سامراء وصلاح الدين والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وتقع المئذنة الملوية في مدينة سامراء العراقية، وتُعد واحدة من أهم المعالم المعمارية الأثرية التي تمثل إبداع العمارة الإسلامية العربية في العراق، واكتسبت أهميتها التاريخية بفضل أسلوبها المعماري الفريد الذي لم يسبق أن بُني مثله في أي مكان في العالم.
وتم بناء المئذنة على شكل أسطواني حلزوني من الطابوق الفخاري الذي يمتاز به العراق، لتكون مئذنة لأكبر المساجد في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وقد أمر الخليفة العباسي المتوكل على الله، في عام 237 هجريا، ببناء مسجد يكون الأكبر والأجمل في العالم الإسلامي.
ويبلغ ارتفاع المئذنة الحلزونية 52 مترًا، وهي مقامة على قاعدة مربعة مكونة من مربعين اثنين؛ الأول بارتفاع 3 أمتار، والمربع الثاني بارتفاع 120 سم، وطول الضلع الواحد من أضلاع المربع الأول 33 مترا، أما أضلاع المربع الثاني فهي أصغر قليلاً، ويعلو فوق المربعين بناء أسطواني مكون من 5 طبقات تتناقص سعتها تدريجيًا بارتفاع البناء، يحيط بطبقاتها الخمس درج حلزوني بعرض مترين يلتف حول بدن المئذنة بعكس اتجاه عقارب الساعة وكأنها على عناد وتحدٍّ مع الزمن.
ويبلغ عدد درجات السلم 399 درجة، وعند أعلى قمة المئذنة بنيت طبقة على شكل دائري لها 7 نوافذ يطلق عليها أهل مدينة سامراء «الجاون»، وهو المكان الذي يرتقيه المؤذن ويرفع منه الأذان للصلاة.
ومن الجدير بالذكر أن الناس كانوا يعتمدون حين ذاك على رؤية المؤذن على قمة الملوية نهارًا، وعلى فانوسه الذي يحمله معه عند الصعود لقمة المئذنة ليلاً، لتحديد أوقات الصلاة، حيث يتعذر وصول الصوت إلى مسافات بعيدة.