شفق نيوز/ ذكر موقع "كروكس" الاميركي الكاثوليكي ان زيارة البابا فرانسيس التاريخية الى الشرق الاوسط الذي تهزه الصراعات، تعطي أملا للعراقيين من كل الاطياف، وحتى للمسلمين خارج حدود العراق.
وقالت دانيا الخطيب، المحللة في "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في الجامعة الاميركية في بيروت ان "المسلمين في المنطقة تطلعوا الى زيارة البابا بشكل جيد. هل رأيت أحدا في الاخبار يحتج على الزيارة؟ انا نفسي مسلمة، وكنا متحمسين جدا".
ونقل الموقع الكاثوليكي عن الخطيب قولها "اعتقد ان الزيارة استقبلت بشكل جيد من قبل الناس. لا يوجد استطلاع، ولهذا لا يمكنني تقدير عدد هؤلاء الناس، لكن هذا الانطباع الذي لدي".
ولفتت الخطيب الى تغريدة من امام الازهر الشيخ أحمد الطيب، الذي يمثل السلطة السنية الاعلى في العالم، والذي تمنى التوفيق للبابا في زيارته الى العراق، قائلا انها بمثابة "رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراق"، معربا عن الامل بان تحقق الزيارة الاهداف المرجوة منها على طريق الاخوة الانسانية.
وكان الزعيمان الدينيان، البابا فرانسيس والشيخ الطيب وقعا وثيقة الاخوة الانسانية وحوار الاديان خلال زيارة البابا الى ابوظبي في العام 2019.
وذكر الموقع الكاثوليكي ان العديد من صحف الشرق الاوسط، وقنوات التلفزيون الفضائية نقلت وقائع مباشرة من زيارة البابا الى العراق والتي دعا خلالها الى التعايش الديني والاخوة ورفض العنف والارهاب.
ولفتت الخطيب ايضا الى اهمية اللقاء الذي عقد في النجف بين البابا والمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الذي يتبعه العديد من الشيعة في العالم، وفي العراق ويمثل رمزا وطنيا للعراقيين.
وبينما اكد السيستاني على اهتمامه بان يعيش المسيحيون بشكل متساو مع المسلمين بسلام وامن وبحقوق دستورية كاملة، فان البابا شكر السيستاني على رفعه الصوت دفاعا عن الضعفاء والمضطهدين خلال السنوات الاكثر عنفا في تاريخ العراق الحديث.
ونقل الموقع عن رجل الدين الشيعي في النجف محمد علي بحر العلوم قوله "نشعر بالفخر بما تمثله الزيارة، ونشكر هؤلاء الذين جعلوها ممكنة التحقق".
وقالت الخطيب ان السيستاني يمثل التعايش وقبول واحترام الآخر، مضيفة ان الزيارة تندرج في سياق تفكير السيستاني الذي يبحث دائما عن التعايش ويحارب الطائفية بالرغم من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها. وتابعت ان السيستاني يقول دائما انه علينا ان نعيش سوية الى الابد، وهو ما يتعارض مع سياسة الاستقطاب التي يمارسها السياسيون.
واوضحت الخطيب انه على سبيل المقال، وفي خضم الصراع السني -الشيعي الدموي، جاءت مجموعة من الشيعة الى السيستاني ووصفوا السنة بانهم اخوة، فصحح السيستاني الكلام قائلا "لا تقولوا ان السنة اخوتنا، انهم انفسنا".
ونقل الموقع الكاثوليكي عن الكاهن أمير جاجي، الخبير بالعلاقات مع الشيعة، ومستشار المجلس البابوي لحوار الاديان، قوله "هناك توتر بين الشيعة الذين يتبنون مدرسة تفكير السيستاني التي تعارض السلطة المباشرة من رجال الدين، كالنظام القائم في ايران، وبين هؤلاء المؤيدين لايران الذي يريدون فرض هذا النظام في العراق".
ترجمة: وكالة شفق نيوز