"أزمة مفتعلة في الخريف".. زيادة ساعات قطع الكهرباء تثير استغراب البغداديين
شفق نيوز/ تعد أزمة الكهرباء من الأزمات العصية على الحل في العراق، ولا تختفي أعراض زيادة ساعات الانقطاع لا صيفا ولا شتاءً، حيث شهدت العاصمة بغداد، يوم الثلاثاء وخلال اليومين الماضيين ارتفاعا بساعات القطع لتصل في بعض المناطق إلى 12 ساعة يوميا.
قطع متعمد
يقول الخبير الاقتصادي ماجد الصوري ان "التقديرات تشير إلى ان 60 مليار دولار تم صرفها على الكهرباء"، مبينا ان "الفساد الاداري والمالي هو المتسبب في هذا الانقطاع".
ويرى الصوري في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان "المشكلة الاساسية في انقطاع الكهرباء هي متعمدة لان اساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية كلها تعتمد على الطاقة الكهربائية".
ويضيف الصوري ان "العراق يفتقر للكهرباء على الرغم من المبالغ الكبيرة التي تم صرفها للاستثمار فيها واخر تصريح لوزير الكهرباء عندما قال انه تم صرف 35 مليار دولار على القضايا الاستثمارية في العراق، في حين كانت تصريحات لبعض النواب تفيد بأنه تم صرف أكثر من 60 مليار دولار على الاستثمار في الكهرباء بالعراق".
ويشير الخبير الاقتصادي؛ إلى أن "هذا التعمد هو لوجود مصالح كبيرة جدا لدى بعض القوى السياسية والأحزاب التي تقوم بإدارة السلطة بالتواطؤ على تاخير عمل الكهرباء أو حل مشكلة الكهرباء من اجل مصالحها الذاتية والمالية التي تأتي عن طريق الاستيراد وحتى المولدات الاهلية الموجودة في الشارع".
ويلفت الصوري إلى أن "السبب ليس في موضوع مشكلة وزارة الكهرباء وإنما هي مشكلة عامة لها علاقة بالفساد الاداري والمالي والمصالح الذاتية المسيطرة بالنسبة للأحزاب السياسية".
انقطاع غريب!
ويرى المواطن محسن الطيب في حديث لوكالة شفق نيوز؛ إن "انقطاع الكهرباء بهذا الشكل معتاد عليه في فصل الصيف، الا اننا نتفاجأ من انقطاع الكهرباء ولساعات طويلة في فصل الخريف حيث لا يوجد أي استعمال للمكيفات او المدفأة الكهربائية"، لافتا إلى ان "العراق فشل في تطوير منظومته الكهربائية بالرغم من الموازنات الكبيرة التي خصصت لها ".
ويضيف "اني لا أبالي من اين تاتي الحكومة بالكهرباء، المهم هو أن توفرها للناس، حيث اننا لدينا اعمال مرتبطة بالكهرباء متوقفة بسبب ذلك"، نبدياً استغرابه من "امكانية دولة تسعى لتطوير نفسها وليس لديها القدرة في توفير الطاقة الكهربائية".
الاقتداء بإقليم كوردستان
من جهته، يقول محمد سعيد في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان "على الحكومة العراقية ان تحذو حذو إقليم كوردستان التي وفرت الطاقة الكهربائية لمواطنيها لمدة 24 ساعة بدون انقطاع عن طريق الاستثمار في قطاع الكهرباء"، مشيرا إلى أن "المواطن العراقي يقوم حاليا بدفع فواتير إضافية للمولدات الأهلية من اجل حصوله على الطاقة الكهربائية التي لا تكفيه إلا على عشر ساعات يوميا".
ويضيف سعيد الى ان "الوزارة تعلن بين الحين والآخر بانها تخطو وتقوم بمشاريع للربط مع دول الجوار وهي غير قادرة على توفير الكهرباء لأكثر من 12 ساعة باليوم لمواطنيها".
ويردف قائلاً: إن "الفساد في ملف الكهرباء أصبح يعرفه القاصي والداني".
واتصلت وكالة شفق نيوز عدة مرات بوزارة الكهرباء للاستفسار عن سبب ارتفاع ساعات القطع، إلا أن الوزارة لم ترد واكتفت بعد ذلك بغلق الهاتف المحمول.
يذكر أن العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد 2003 في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد، ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة.