شفق نيوز/ أعلنت دائرة آثار ديالى، يوم السبت، وضع الخطوات النهائية لإدراج معلم أثري يعود الى "الحقبة الساسانية" شمالي شرقي بعقوبة، ضمن لائحة التراث العالمي، فيما لفتت الى بدء العمل بخطوات لإدراج سد العظيم الأثري ضمن اللائحة ايضاً.
وقال مدير مفتشية آثار ديالى احمد عبد الجبار خماس لوكالة شفق نيوز؛ إن "الدائرة وبالتعاون مع الجهات المختصة أنجزت التقارير الابتدائية والنهائية لإدراج معلم الزندان الاثري في اطراف قضاء المقدادية، (40 كم شمال شرق بعقوبة) ضمن اللائحة التمهيدية المعتمدة دوليا لإدراج المعالم تحت حماية التراث العالمي"، مبينا ان "المرحلة الثانية من الادراج تخضع لضوابط ومعايير دولية لا تقل عن عامين".
وأضاف خماس ان "معلم الزندان الاثري مؤهل من جميع المقومات للانضمام الى لائحة التراث العالمي لعراقته الأثرية وموقعه الستراتيجي والسياحي مستقبلا".
ويعتبر تل الزندان من أكبر المواقع الأثرية والتاريخية الشاخصة في محافظة ديالى، ويَقع على بعد 12 كلم جنوب قضاء المقدادية، ويعود إنشاؤه إلى العهد الساساني بين القرنين الثاني والثالث الميلادي.
وتل الزندان عبارة عن بناء ضخم على شكل مستطيل يمثل طراز البناء في ذلك العهد، وكان يتكون من 16 برجاً بقي منها 12 برجاً، وله بابان. ويبلغ سمك جدار البرج 19 قدماً ويحوي كل منها ثلاث فتحات معدة لوقوف حارسين، وهذا ما يؤكد الغرض الأساسي من التصميم الذي استخدم آنذاك لصد الهجمات الرومانية.
من جهة أخرى كشف خماس عن "نفض الغبار عن سد العظيم الأثري القديم الذي أنشئ في القرن الرابع الميلادي قبل أكثر من 1600 عام.
وأوضح خماس أن "سد العظيم الاثري يجاور سد العظيم الحديث وكان الخزين المائي للأراضي الزراعية في ديالى وصلاح الدين من القرن الرابع ميلادي الى القرن الثاني عشر ميلادي وكان يغذي أكثر من مليون دونم من الأراضي الزراعية".
وأكد مدير الآثار؛ أن "فريقا بحثيا معززا بقوات أمنية زار موقع السد الأثري في أطراف ناحية العظيم شمالي ديالى للمرة الأولى منذ 8 سنوات بسبب المخاطر الأمنية والحرب مع التنظيمات الإرهابية التي منعت الوصول الى السد طيلة السنوات الماضية".
ولفت خماس الى "مساعٍ وخططٍ مستقبلية لادراج سد العظيم الأثري ضمن لائحة التراث العالمي اسوةً بموقع الزندان الأثري".
وتضم محافظة ديالى أكثر من 800 موقع أثري تمتد لحقب وعصور مختلفة بعضها عمره أكثر من 5 آلاف سنة يعود لحضارة أشنونا والسومريين، وإن 5 بالمائة منها خضع لعمليات تنقيب من قبل فرق الاستكشاف، والبقية لا يزال مطمورا تحت التراب.
وتعاني مواقع أثرية عدة في محافظة ديالى (60 كلم شمال شرقي بغداد) من الإهمال والتجاوز، ما هدد بزوالها خاصة في المناطق الزراعية والنائية.