توصلت دراسة حديثة إلى أن المناعة ضد عدوى فيروس كورونا المستجد تستمر لفترة قد تصل ثمانية أشهر بعد الشفاء من المرض.
ووفقا للدراسة، فإن الخلايا المنتجة للأجسام المضادة استمرت بالارتفاع لدى المتطوعين في البحث لمدة 150 يوما، وظلت مرتفعة حتى 240 يوما، ما يعكس قدرة أجسامهم على محاربة الفيروس لمدة تصل إلى ثمانية أشهر.
ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد خلصت دراستين أخريين إلى أن المرضى الذين اكتسبت أجسادهم أجساما مضادة لكورونا كانت فرص ظهور فحوصهم إيجابية مرة أخرى أقل لمدة تصل إلى ستة أشهر على أقل تقدير.
وتعزز هذه النتائج احتمالات نجاح اللقاحات التي تعمل على تحفيز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة.
وتوصلت دراسة نشرتها مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، الأربعاء، إلى أن شخصين فقط من بين 1265 متعافيا من كورونا أظهرا نتائج إيجابية في فحص كورونا، دون ظهور أي أعراض عليهما.
وأشارت الصحيفة إلى دراسة أجراها المعهد الوطني للسرطان على أكثر من 3 ملايين أميركي، أظهرت نتائجها أن نسبة لا تتجاوز 0.3 بالمئة من المتعافين من المرض أصيبت بالعدوى مرة أخرى، بينما وصلت نسبة العدوى بين من لم يصابوا بها سابقا إلى 3 بالمئة.
وعلى النقيض، كانت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قد نقلت، في أكتوبر، أول حالة وفاة بعد تكرر الإصابة بمرض كوفيد - 19، لإمرأة هولندية (89 عاماً)، تعاني من نوع نادر من السرطان.
ويُعتقد أن هذه أول حالة وفاة بعد الإصابة مرتين بالفيروس، وقد سبق لها الدخول إلى المستشفى بعد معاناتها مع السعال الشديد وحمى، إلا أنها تعافت حتى عودتها بعد شهرين لتلقي العلاج الكيميائي للسرطان لتشعر مرة أخرى بالحمى، والسعال، فضلاً عن صعوبة في التنفس، ما أسفر عن وفاتها بعد أسبوعين.
ولاحظ الأطباء أنه لا يوجد أجسام مضادة في دمها رغم إصابتها للمرة الثانية بالمرض، علماً أن علاجها من السرطان ليس بالضرورة أن يكون هو السبب، بحسب قولهم.
وفي هذا السياق، قال باحثون في المركز الطبي بجامعة "ماستريخت" إنه بعد اختبار العينات، تبين أن التركيب الجيني للفيروس في كلا الحالتين مختلف، وأشاروا إلى أنه من الممكن الإصابة بمرض كوفيد-19 بمجرد انخفاض الأجسام المضادة وتراجع المناعة.
وفي خطوة تحمل أملا جديدا بالتصدي لـ"كوفيد 19"، يختبر علماء بريطانيون عقارا جديدا يمكن أن يمنع شخصا تعرض لفيروس كورونا المستجد من الإصابة بالمرض، وهو تطور يقول الخبراء إنه يمكن أن ينقذ أرواحا كثيرة.
ويحتوي الدواء على مجموعة من الأجسام المضادة طويلة المفعول التي تم تحضيرها معمليا، طورتها شركة "أسترازينيكا" البريطانية لصناعة الأدوية، ويقول الخبراء إن العقار يمنح الإنسان الأجسام المضادة لفيروس كورونا "بشكل فوري".
ووفقا للدراسة التي سلطت عليها الضوء صحيفة "غارديان" البريطانية، يمنح العلاج المقترح بالأجسام المضادة مناعة فورية ضد المرض، ويمكن إعطاؤه كعلاج طارئ لمرضى المستشفيات وسكان دار الرعاية، للمساعدة في احتواء تفشي الوباء الذي أصاب العالم بالذعر.
كما يمكن استعمال العقار مع الأشخاص الذين يعيشون في منازل أصيب بها شخص ما بفيروس كورونا المستجد، لضمان عدم تعرضهم للإصابة، ويمكن أيضا إعطاؤه لطلاب الجامعات الذين ينتشر الفيروس بينهم بسرعة، لأنهم يعيشون ويدرسون ويتواصلون معا.
وتقول عالمة الفيروسات في مستشفيات كلية لندن الجامعية كاثرين هوليهان، التي تقود دراسة على العقار: "إذا استطعنا إثبات أن هذا العلاج يعمل، ويمنع الأشخاص الذين يتعرضون للفيروس من الاستمرار في تطوير (كوفيد 19)، فإنه سيكون إضافة مثيرة للأسلحة التي يتم إنتاجها لمحاربة هذا الفيروس المروع".
وتم تطوير العقار من قبل مستشفيات كلية لندن الجامعية و"أسترازينيكا"، شركة الأدوية التي صنعت بالشراكة مع جامعة أكسفورد، لقاحا مضادا لكورونا، من المتوقع أن توافق السلطات الصحية في بريطانيا على استخدامه الأسبوع المقبل.
ويأمل الفريق أن تظهر التجربة أن مزيج الأجسام المضادة في العقار، يحمي من الإصابة بفيروس كورونا لمدة تتراوح بين 6 و12 شهرا.
ويحصل المشاركون في التجربة على جرعتين، وإذا تمت الموافقة عليه، فسيتم تقديمه إلى شخص تعرض لـ"كوفيد 19" في الأيام الثمانية السابقة.
وقد يكون العقار الجديد متاحا في مارس أو أبريل المقبلين، إذا تمت الموافقة عليه من قبل منظمي صناعة الدواء في بريطانيا، بعد مراجعة نتائج الدراسات.
وتشارك في التجارب جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والعديد من المستشفيات البريطانية، إضافة إلى شبكة من 100 موقع على مستوى العالم.
وتقول كاثرين هوليهان: "قمنا حتى الآن بحقن 10 مشاركين ممن تعرضوا للفيروس في المنزل أو في أماكن للرعاية الصحية أو في قاعات الطلاب"، وستتابع هي وزملاؤها المشاركين عن كثب لمعرفة أي منهم سيصاب بـ"كوفيد 19".
وتضيف: "ميزة هذا الدواء أنه يعطيك أجساما مضادة فورية. يمكننا أن نقول للمشاركين في التجربة الذين تعرضوا للفيروس: نعم، يمكنك الحصول على اللقاح. لكننا لن نخبرهم بما سيحميهم من المرض، لأن الأوان قد فات بحلول ذلك الوقت (حيث إن لقاحي "فايزر بيوننتك" و"أكسفورد" لا يمنحان مناعة كاملة قبل مرور شهر تقريبا من تلقي أحدهما)".
وبحسب أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا البريطانية المتخصص في الأمراض المعدية بول هانتر، فإن العلاج الجديد يمكن أن يقلل بشكل كبير عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.
ويقول هانتر: "إذا كنت تتعامل مع حالات تفشي المرض في أماكن مثل دور الرعاية، أو إذا كان لديك مرضى معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بفيروس كورونا، مثل كبار السن، فقد يؤدي ذلك إلى إنقاذ الكثير من الأرواح. إذا أثبت كفاءته في تجارب المرحلة الثالثة، فقد يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على البشر".