شفق نيوز/ سلّط موقع "انديا ايديوكيشين" الهندي، الضوء على ما تتعرض له الصحفيات العراقيات من مخاطر أمنية خلال ممارستهن لعملهن، إلى جانب هيمنة النظرة الذكورية التي تسود المجتمع، فضلاً عن التشهير الأخلاقي والابتزاز "الجنسي.

وذكر الموقع في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، انه على غرار العديد من نظيراتهن حول العالم، او ربما اكثر، تجد الصحفيات العراقيات انفسهن يمارسن مهنتهن في بيئة خطرة بشكل خاص.

واشار الى انه بالاضافة الى استهدافهن كصحفيات، فأنهن يواجهن ايضا تهديدات وهجمات محددة لكونهن نساء تجرأن على تحدي المفاهيم المسبقة عن دور المرأة في المجتمعات التي يهيمن عليها الذكور.

وبشكل عام، اعتبر الموقع ان عمل المرأة كصحفية يعني تعرضها لانواع معينة من الاعمال الانتقامية، ومضايقات اكثر من زملائهن الذكور عبر الانترنت، وهن عرضة لحملات التشهير الاخلاقي والعنف اللفظي والتهديدات التي يتعرضن لها في كثير من الاحيان تتخذ طابعا جنسيا.

واوضح الموقع انه خلال العام 2020، تعاونت اليونسكو مع وزارة الداخلية العراقية لانشاء آلية للابلاغ عن التهديدات التي تتعرض لها الصحفيات، مع التركيز بشكل خاص على التهديدات الالكترونية والابتزاز، مشيرا الى ان هذه الالية عبارة عن خط مساعدة او "خط ساخن" للصحفيات، تتولى مسؤوليتها مجموعة من ضابطات الشرطة ضمن وحدة التحقيقات الخاصة.

ولفت الى جائحة كورونا أخرت الاستعدادات خلال العام 2020، لكن ضابطات الشرطة خضعن لتدريبات في مارس /اذار 2021، وهن اللواء ابتسام هاشم، والرائد شيما ابراهيم، والملازم تمارا محمد، يعملن سوية ضمن ادارة الاعلام في وزارة الداخلية.

وبين الموقع انه على مر السنين اصبحت ابتسام وتمارا وشيما على دراية بالقضايا المتعلقة بحرية وسائل الاعلام لان عملهن جعلهن يعملن مع العديد من الصحفيين، مشيرا الى ان اليونسكو سجلت مقتل 201 صحفياً بين عامي 2000 و2020.

ويعتبر العديد من المراقبين الدوليين ان حرية التعبير في العراق وصلت الى مرحلة حرجة في اعقاب احتجاجات أكتوبر/تشرين الاول 2019، الا ان الضابطات الثلاث يعتبرن ان الاعلاميين العراقيين بشكل عام أحرار في ممارسة مهنتهم، واشرن الى ان هذه الحرية "انتجت جيلا من الصحفيات المتمكنات من تغطية اي قضية، والابلاغ عن الجرائم والتهديدات التي قد يواجهنها خلال عملهن".

الا ان الموقع اعتبر ان العديد من الصحفيات ما زلن مترددات في الابلاغ عن التهديدات التي يتعرضن لها بسبب وصمة العار الاجتماعية وصورة الشرطة كمؤسسة يهيمن عليها الذكور.

واوضح ان التدريبات التي جرت قبل شهرين واستمرت لثلاثة ايام، ركزت على هذا الجانب خاصة اليات الاستجابة للتهديدات والاعتداءات المبلغ عنها، وكيف يمكن لوزارة الداخلية تسهيل اجراءات الابلاغ وجمع المعلومات واجراء التحقيقات.

ونقل الموقع عن اللواء ابتسام هاشم، قولها ان الجلسات "كشفت لنا الكم الهائل من التهديدات عبر الانترنت او التي ليست مرتبطة بالانترنت التي تواجهها الصحفيات العراقيات خلال عملهن، وقد أصبح من الواضح لنا، كنساء، المهمة التي يجب علينا القيام بها" وهي حماية الصحافيات العراقيات.

اما الملازم اول تمارا محمد، فقد اعربت عن املها ان يساعد انشاء خط الاتصال النسائي، الصحفيات في تجاوز مشاعر الخوف والوصمة الاجتماعية.

واضافت ان وجودهن كضابطات في وزارة الداخلية يجعل الصحفيات يشعرن بالفخر في مجتمع يتسم بالذكورية، موضحة ان المرأة الصحفية تشعر براحة اكبر عند التحدث مع امرأة في وزارة الداخلية بدلا من الرجل.