شفق نيوز/ دعا العشرات من المعينين الجدد وخاصة أصحاب العقود والمحاضرين المجانيين في وزارة التربية، وزارة التربية الى مراجعة قرارها بعد صدور أوامر بنقلهم إلى مناطق القرى والأرياف البعيدة عن مناطق سكنهم، فيما تؤكد وزارة التربية أن القرار يعد قانوناً مطبق منذ سنوات ويشمل جميع المعينين حديثاً وليس فيه استثناء.
وشكا عدد من المحاضرين المثبتين حديثاً على الملاك الدائم في محافظة كربلاء لوكالة شفق نيوز، صدور أوامر نقلهم إلى منطقة عين التمر، التي تبعد عن كربلاء نحو 70 كيلومتراً، دون الأخذ بنظر الاعتبار سنوات خدمتهم المجانية التي تجاوزت عند بعضهم خمس سنوات، فضلاً عن الحالات الإنسانية وخاصة بالنسبة للنساء.
رفض للقرار
وفي هذا السياق، عدّ أحد المحاضرين من محافظة كربلاء، الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه، "أوامر النقل بداعي تطبيق قانون القرى والأرياف خطوة غير موفقة، وتندرج ضمن أجندة استهداف العملية التربوية، وإفشال المدارس الحكومية لصالح مدارس القطاع الخاص، وأيضاً تدخل ضمن أجندة استهداف الجيل بشكل عام"، على حد تعبيره.
ويطالب المحاضر خلال حديثه لوكالة شفق نيوز وزير التربية والمديريات والدوائر ذات العلاقة، بـ"إلغاء أوامر النقل وارجاع الاوضاع والتوزيع كما كان، ومن ثم توضع خطة تستنفر فيها جهود الأقسام والمديريات وإدارات المدارس لتنفيذها خلال العطلة المدرسية المقبلة".
وفي حالة أخرى، تقول إحدى المحاضرات من محافظة كربلاء: "لدي خدمة لمدة خمس سنوات في مركز المدينة كمحاضرة مجانية، وحالياً صدرت أوامر بالنقل إلى الأرياف ما تسبب لي بمشكلة خاصة فيما يتعلق بضرورة البقاء مع والدتي المريضة، وبتكاليف النقل الباهظة".
وتوضح المحاضرة التي رفضت الافصاح عن هويتها لوكالة شفق نيوز، إن "تلك المناطق البعيدة لا يتوفر لها خطوط نقل، ما نضطر إلى الذهاب عبر حسابنا الخاص، وهو ما يكلّف يومياً بحدود 15 ألف دينار، في مقابل لا يتجاوز الراتب الشهري 550 ألف دينار".
وتدعو المحاضرة في ختام حديثها "وزارة التربية إلى الاهتمام بشريحة المحاضرين واتخاذ إجراءات أبوية رأفة بهم".
فوضى في المدارس
من جهته، يقول ممثل الملاك الجديد في محافظة كربلاء، أنور البدر اليساري، إن "المتعين الجديد - وفقاً للقانون القديم - عليه الخدمة في الأرياف، لذلك تم نقل من يخدم في المركز إلى الريف".
ويضيف اليساري لوكالة شفق نيوز، "لكن تم أيضاً نقل من كان يخدم في الريف إلى أرياف أخرى التي هي في الأساس ممتلئة، ليُقرر بعدها نقلهم إلى عين التمر، ونتيجة لهذه الفوضى حصل تكدس في الأرياف وخلو مدارس المركز".
ويُقدّر اليساري، أعداد المحاضرين الذين جرى نقلهم بحدود 2000 إلى 2500 محاضر، مبيناً أن "تكاليف النقل تصل إلى حدود 250 ألف دينار، فيما تبلغ رواتبهم ما بين 500 إلى 600 ألف دينار".
ويؤكد، أن "هذه الفوضى هي نتيجة تقصير مديرية تربية كربلاء، ومن المقرر قدوم لجنة وزارية من بغداد إلى كربلاء على إثر تظاهرات المحاضرين الذين خرجوا اليوم رفضاً لهذا القرار".
خدمة إلزامية
بدوره، يؤكد المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، أن "أي معلم أو مدرس يُثبّت على الملاك عليه إلزاماً تأدية خدمة الأرياف التي هي خمس سنوات، ومن ثم ينقل إلى المدينة".
ويضيف السيد لوكالة شفق نيوز أن "هؤلاء المحاضرين كانوا يؤدون الخدمة في المدن، والآن جرى نقلهم إلى الأرياف، وهي خدمة واجبة بموجب القانون وتعليمات وزارة التربية المطبقة منذ سنوات، وهي تشمل الجميع دون استثناء".