شفق نيوز/ جدد مسؤولون حكوميون في ديالى، يوم الثلاثاء، اطلاق نداءات الاستغاثة لإنقاذ مناطق المحافظة من مخاطر الجفاف وفقدان الغطاء النباتي واندثار القطاع الزراعي.
وقال مدير ناحية بهرز (7 كم جنوب بعقوبة)، نزار اللهيبي، لوكالة شفق نيوز، ان "35 قرية زراعية مهددة بالنزوح بسبب الجفاف وانعدام موارد المياه ونفاذ المياه الجوفية وجفاف الابار بالكامل وامتداد الازمة الى قلب الناحية".
وحذر من "هلاك الاف الدوانم من البساتين وانعدام ماء الشرب في الصيف المقبل مع تفاقم ازمة الجفاف والاعتماد على إيرادات نهر خريسان المعززة من نهر دجلة عبر مشروع أنشئ العام الماضي لإنقاذ بعقوبة وتوابعها من العطش".
واكد اللهيبي ان "80% من سكان بهرز يعتمدون الزراعة كمصدر معيشي أساسي ووحيد الا ان ازمة الجفاف ستخلف تبعات معيشية وخيمة تطال اكثر من 100 قرية زراعية في الناحية".
نهر ديالى الذي يطلق عليه الكورد تسمية نهر سيروان، يعتبر من أحد روافد نهر دجلة، ويمر النهر عبر إيران والعراق ويبلغ طوله الإجمالي 445 كم، وينبع النهر من جبال زاكروس، ثم ينساب غرباً صوب العراق، ويشكل النهر الحدود الدولية بين إيران والعراق لمسافة 32 كم، وبمجرد دخوله سهل الرافدين يصبح مساحة مفيضة 29,700 كم²، ويمر عبر سد المقدادية، بمتوسط تدفق 164 م³/ث، ثم يصب في دجلة جنوبي العاصمة العراقية بغداد.
جفاف نهر ديالى القى بظلاله على اكبر نواحي المحافظة، ناحية بني سعد، وتسبب بهلاك اكثر من 5000 دونم من البساتين في سبع قرى زراعية كبيرة، بحسب مدير الناحية نجم السعدي.
السعدي وفي حديثه لوكالة شفق نيوز، قلل من تأثيرات جفاف نهر ديالى على مصادر ماء الشرب وارواء البساتين بالاعتماد على مشروع ري اسفل الخالص الذي يمتد من اطراف قضاء الخالص (قرية زنبور) وصولا الى اطراف قضاء الراشدية في بغداد، الا انه لا يلبي حاجة البستنة في بني سعد بشكل تام.
واشار الى ان "تأثيرات الجفاف وتفاقمه وغياب الحلول الناجعة بدأ بالاتساع في اغلب مناطق ديالى باستثناء المناطق الواقعة على ضفاف وحزام نهر دجلة".
الى ذلك اكدت مديرية بيئة ديالى ان عام 2022 سيكون الأكثر قسوة بعد 2003 بسبب ازمة الجفاف.
وقال مدير بيئة ديالى عبد الله هادي الشمري، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، ان "أكثر من 130 الف دونم من اخصب اراضي ديالى اغلبها من البساتين مهددة بالتصحر في صيف 2022 بسبب ازمة الجفاف".
واشار الى ان "مناطق بلدروز وكنعان وقراهما لهما الحصة الأكبر من معدلات التضرر اذا ما تفاقمت الآزمة بشكل اكبر خلال صيف 2022 ".
وتعد ديالى المحافظة الاكثر تضررا من الازمة المائية بسبب اعتمادها على الإيرادات الخارجية من دول الجوار وانعدام الامطار في الموسم الشتوي الماضي الى جانب نفاذ مخزونها المائي الاستراتيجي في بحيرة حمرين ومناطق اخرى.
وتعاني ديالى منذ عامين من أزمة جفاف خانقة بسبب شح الأمطار وقطع الأنهر والجداول المشتركة من قبل الجانب الإيراني وقيام الجانب التركي بتقليل حصة العراق الإقليمية في نهر دجلة.
وتسببت الأزمة بإلغاء الخطط الزراعية وانهيار القطاع الزراعي في عموم المحافظة إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالثروة الحيوانية.