شفق نيوز/ مجسمات توابيت صغيرة تطل على نافورات لم تغذَ بالماء ولم تفعل لغاية الآن، وثيل صناعي، هكذا بدت المشاهد الحضارية لساحة الحبوبي أو ما تعرف بـ(ألق ذي قار) والتي انتظرها الجميع في المحافظة، منذ أكثر من عام كامل.
هذا المشروع الذي أعلن عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بواسطة صور ومقاطع فيديو، لم يفتتح بشكل رسمي بعد، لكنه أثار حفيظة العديد من المواطنين وانقسموا بين مؤيد لها ورافض، لاسيما وأنها قد تشكل هدراً كبيراً بالمال العام.
هجوم علني
وهاجم المعاون الفني السابق لديوان المحافظة، عبد الكريم قاسم، طريقة تصميم المشروع، وفيما أكد أن مواصفات الطرق وتنظيم المدن تمنع انشاء ساحات بهكذا أوصاف لانها تسبب حوادث مرورية للأطفال، أشار إلى أن المشروع يخلو من أبجديات الهندسة والذوق بتعدد الألوان وكثرة التفاصيل التي لا يشبه بعضها البعض.
وقال قاسم، لوكالة شفق نيوز، إن "الجهة المشرفة على العمل هي مديرية بلدية الناصرية، أما الجهة المسؤولة عن التمويل فهو صندوق اعمار ذي قار"، مبينا أن "كلفة المشروع 5 مليارات دينار عراقي".
وأضاف أن "المحافظ الحالي أصدر أمراً إدارياً بالرقم 798 في 17/1/2022 تتولى بموجبه مديرية التخطيط مع المكاتب الاستشارية تصميم المشهد الحضري وأسماه (ألق ذي قار)"، مردفاً بالقول: "رغم ذلك لم تصدّق المحافظة على التصاميم التي أعدتها هذه الجهات، وهكذا ديدن كل المشاريع بدون تصديق".
وأوضح المعاون الفني السابق، انه طالب بأحد الاجتماعات أن تكون التصاميم الخاصة بالمشهد الحضري من قبله مع مهندسين معماريين من دائرة بلدية الناصرية، كونه مختص بهذا الشأن، لكن المحافظ الحالي (محمد هادي)، كان نائباً أول للمحافظ آنذاك، رفض الطلب، وقال إن الشركة هي من تعد التصاميم لا يوجد داعي لإعداد تصاميم من قبلنا".
إخلاء مسؤولية
في المقابل، نفى مسؤول في حكومة ذي قار المحلية، ما أشيع عن وضع التصميم للمشهد الحضري من قبل المحافظ محمد هادي.
وأخبر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، وكالة شفق نيوز، أن "افتتاح المشروع تسبب بصدمة للمحافظة، لكونه نفذته جهات في صندوق الاعمار، وهي بإشراف الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهي من تولت إعداد تصاميم المشروع".
وأضاف المصدر، أن "توجيهات فورية صدرت برفع مجسمات التوابيت الصغيرة والتي تحمل الثيل الصناعي، وإلغاء النافورات، كونها منظر (مشمئز)، حيث وجه بإعادة الأمر إلى نصابه السابق وخلال فترة وجيزة وإعادة افتتاحه".
اختلاف الرأي
بدوره، رأى الناشط الاجتماعي عباس ريسان، أن "من حقِّ أي انسان يقطن هذه المدينة أن يبدي رأيه وينتقد، ولكن هذا النقد يجب أن يكون بشرطه وشروطه، والعقل سيد الشروط وأوجبها، ثم يندرج أو ينبثقُ منه؛ الصدق، النزاهة، العلمية، البلوغ، معرفة الشخص بالشيء الذي يتكلم عنه".
وذكر ريسان، في حديث للوكالة: "ما لفت انتباهي أمرين قد استفحلا في عالم التواصل الاجتماعي، الأول: وجود الصفحات الوهمية التي عاثت بالمدينة فساداً دون أيّ معرفة أو أخلاق، الأمر الثاني، عندما تتقاطع فكريا مع الآخر، كأن تقول هذا العمل جميل وهو يقول لا ليس جميلاً، يقيناً إن لكلِّ واحدٍ رؤيته، وهنا يجب أن يحضر الاحترام".
وتابع: "أجل هناك بعض الأخطاء الموجودة في عمل فلكة الحبوبي، ولكن هل يُعقل أن كل هؤلاء الذين كتبوا ونشروا يفقهون آلية العمل؟!، بكلِّ تأكيد لا، لذلك طالبنا أصحاب الشأن أن يعيدوا حساباتهم بخصوص هذه الأخطاء، وفعلاً قد انصتوا لنا، وغيروا الكثير".
وتسعى محافظة ذي قار من خلال مشاريع عدة، الظهور بوجه جديد بعد سنوات من الحرمان وقلة الأموال المطلقة لها، لكن ما إن يتم إعلان هذه المشاريع بين الحين والآخر، يُصدم المواطنون بطريقة تنفيذها وعدم استمرارها لفترة أطول، حيث يصيبها التشقق والقلع بسهولة إن كانت مشاريع طرق أو غيرها من المشاريع الخدمية الأخرى.