شفق نيوز/ أعلنت مؤسسة "القمة" المعنية بشؤون اللاجئين في العراق، يوم السبت، أن السلطات الأمنية في عدد من الدول الأوروبية تمكنت من تفكيك شبكة متورطة بتهريب أكثر من 1000 مهاجر من العراق إلى القارة العجوز.
وقال آري جلال، رئيس المؤسسة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، : "بالتعاون مع السلطات الأوروبية في إستونيا وألمانيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، وبدعم من وكالة إنفاذ القانون الأوروبية يوروبول، استهدفت شبكة واسعة متخصصة بتهريب المهاجرين"، مبينا أن هذه الشبكة سهلت على المهاجرين العبور من العراق إلى بيلاروسيا ومن ثم إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن التحقيقات بدأت بشأن هذه الشبكة في أوائل العام 2022، ولغاية الآن تم القبض على 61 عضوا من منها وجرت آخر عملية اعتقال يوم الأربعاء الماضي 7 من شهر كانون الثاني/ يناير، مردفا بالقول إنه في بداية العام الحالي ، تم الكشف عن 100 حالة تهريب شارك فيها أكثر من ألف مهاجر.
واعتقلت السلطات الأوروبية في آخر مهمة متصلة بالقضية، يوم 7 كانون الأول/ديسبمر، 8 مشتبه فيهم (5 أشخاص في ألمانيا و2 في ليتوانيا وشخص في بولندا) خلال مداهمات في 17 موقعا مختلفا (14 في ألمانيا و2 في ليتوانيا وواحد في بولندا) وكشفت عن 12 واقعة تهريب مع 13 ميسراً و 30 مهاجراً إضافة إلى ضبط معدات الكترونية ووثائق وأموال.
وأوضحت "يوروبول" أن الشبكة تتألف بمعظمها من مواطنين سوريين وأتراك، مضيفة ترتيب الشبكة رحلات هجرة كاملة خصوصا للمهاجرين العراقيين من بغداد إلى الاتحاد الأوروبي.
واعتمدت الشبكة على تركيا محطة أساسية للعبور، إذ يسافر المهاجرون إليها بعد اجتذابهم من العراق وصولا إلى روسيا ثم بيلاروسيا فالاتحاد الأوروبي عبر لاتفيا وليتوانيا وبولندا، ويكملون بعدها باتجاه ألمانيا في الدرجة الأولى وأعداد أقل إلى فنلندا.
ولا يعرف أعضاء الشبكة بعضهم على نحو شخصي، يتمركز كل منهم في مكان على طريق الهجرة، ويخضعون لتراتبية في العمل وفق المهام التي ينفذها كل منهم. أما التدفق النقدي المسهّل لمهامهم فيصل عبر الحوالات والعملات المشفرة ”cryptocurrency“.
وتورطت الشبكة بأكثر من 100 واقعة تهريب لنقل أكثر من 1000 شخص. وأشارت التحقيقات إلى تقاضي المشتبه فيهم ما بين 3000 و 15000 عن تهريب الشخص الواحد، إضافة إلى تدفق نقدي بلغ أكثر من 16 مليون يورو. بينما تقاضى السائقون ما بين 500 و 1000 يورو عن كل راكب يقلونه إلى وجهته الأخيرة. وأشارت يوروبول إلى تهريب المهاجرين في ظروف خطيرة. وعثر على مهاجر كانت تولته الشبكة ميتا، إذ تركه السائق في حالة حرجة قرب الحدود الألمانية/البولندية.
وتكثّف الدول الأوروبية الرقابة على طرق ومسالك الهجرة البرية والبحرية، ويستمر تعاون السلطات لتفكيك شبكات التهريب، بينما تستمر جهود ردع المهاجرين على طريق الهجرة، وانتهاج ممارسات تنتهك حقوق الإنسان والقوانين الدولية في كثير من الأحيان، في ظل استمرار محاولات الوصول إلى الاتحاد الأوروبي بحثا عن ملاذ آمن.
وتناشد الجمعيات والمنظمات الدول الأوروبية لتأمين طرق عبور شرعية وآمنة للمهاجرين وتدعو إلى احترام حقوقهم وعدم انتهاك قوانين حقوق الإنسان. وكانت وثقت كل من "شبكة مراقبة العنف على الحدود" ومنظمة "لايت هاوس ريبورتس" الممارسات التي تنتهجها الدول الأوروبية خصوصا على طريق البلقان بحق المهاجرين في السنوات الماضية.