شفق نيوز/ مع دخول موسم الحصاد، تتصاعد المخاوف من تكرار سيناريوهات السنوات الأخيرة، التي شهدت حرائق كثيرة اجتاحت مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية في العراق، وتُلقى اللائمة عادة على أعقاب السجائر والطبخ داخل المناطق المزروعة والتوصيلات الكهربائية والمولدات وعبث الأطفال وغيرها.
وبدأت قبل أيام قليلة عمليات الحصاد والتسويق لمحصول الحنطة، وتتصدر محافظة واسط صدارة المحافظات العراقية بإنتاج الحنطة، حيث تعتبر سلة خبزة العراق الزراعية، وفق مدير زراعة واسط، أركان مريوش.
وأوضح مدير زراعة واسط، أركان مريوش خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "المساحة المزروعة بمحصول الحنطة في محافظة واسط لهذا العام تبلغ 700 ألف دونم، توزعت ما بين 400 ألف دونم ضمن الخطة الزراعية التي تم إقرارها، و300 ألف دونم خارج الخطة الزراعية، فيما تُقدر الكميات المتوقع إنتاجها في المحافظة 726 ألف طن".
وأكد، أن "عمليات الحصاد والتسويق لمحصول الحنطة مستمرة وتجري بانسيابية عالية في المراكز التسويقية الثمانية في المحافظة، وبلغت الكميات المستلمة من وزارة التجارة 1500 طن لغاية يوم أمس الخميس، فيما تعمل الدوائر الساندة كلٌ حسب الخطة المقرّة من قبل اللجنة العليا للحصاد والتسويق بالمحافظة التي يرأسها المحافظ".
أما في النجف، والتي تعتبر الخزين الاستراتيجي للعراق من الحنطة، توقع مدير زراعتها منعم الفتلاوي أن" يبلغ إنتاجها للموسم الحالي ضعف إنتاجها عن العام الماضي، وبدأت حملة حصاد وتسويق محصول الحنطة بالمحافظة في 14 نيسان الجاري، وتبلغ المساحة المقررة حصادها والمزروعة بمحصول الحنطة 337 ألف دونم".
وأضاف الفتلاوي، أن "مديرية زراعة النجف قامت عن طريق كوادرها في قسم ووحدات التخطيط في الشعب الزراعية بالأقضية والنواحي بتهيئة وتجهيز الفلاحين بالكتب التسويقية لتسهيل عملية وانسيابية إجراءات التسويق في سايلوات وزارة التجارة".
وتابع، "ورغم أن مديرية زراعة النجف لم تسجل أي حادث حريق بالمحاصيل الزراعية حتى الآن، إلا أنها شرعت عن طريق قسم الإرشاد والشعب الزراعية ووحدات الإرشاد الزراعي بعقد ندوات موسعة في الأقضية والنواحي لتحذير وتهيئة الفلاحين وأصحاب الحاصدات للوقاية من الحرائق التي حصلت في الأعوام السابقة ببعض أقضية ونواحي محافظة النجف".
وعزى الفتلاوي أسباب حصول الحرائق في الأعوام الماضية إلى شبكة الكهرباء، "حيث إن أعمدة الكهرباء غير مصانة وعند هبوب الرياح أو اصطدام أي شيء بها يؤدي إلى وقوع الحريق، إضافة إلى عبث الأطفال".
يشار إلى أن عام 2020 يعدّ أحد أكثر الأعوام فتكاً بمحاصيل القمح والشعير، فضربت فيها الحرائق 16 محافظة، وبلغت الحرائق 164 حادثاً خلال الفترة من 21 أبريل/نيسان وحتى 22 مايو/أيار من العام المذكور، وذلك وفقاً لبيانات رسمية، وشملت احتراق نحو 102 ألف دونم من المحاصيل الزراعية، وفي العام 2019 أعلن عن احتراق نحو 53 ألف دونم لمحاصيل القمح والشعير.
ويتخوف الفلاحون من تكرار هذه الحرائق خلال موسم الحصاد الحالي، حيث قال الفلاح أبو سجاد من ناحية العباسية في محافظة النجف، إن "في كل موسم حصاد تحصل حرائق في المحاصيل الزراعية، وبعضها يعود لأسباب طبيعة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أو نتيجة إهمال، لكن أحياناً تكون الحرائق مفتعلة، وما يفاقم الخسائر تأخر الدفاع المدني في الوصول إلى مكان الحادث ما يسبب في انتشارها بشكل أوسع".
ودعا الفلاح خلال حديثه لوكالة شفق نيوز الدفاع المدني إلى ضرورة "اتخاذ إجراءات احترازية لإطفاء هذه الحرائق بأقصى سرعة لتجنب انتشارها وتفاقم الخسائر المادية".
بدورها، تنظم مديرية الدفاع المدني حملات تثقيفية مخصصة للمزارعين وأصحاب الحصّادات لتوعيتهم وحثهم على توفير متطلبات الوقاية والسلامة لتجنب مسببات الحرائق في الحقول الزراعية.
وفي هذا السياق، قال مدير إعلام الدفاع المدني، العقيد رحمن حسين مهدي، إن "مديرية الدفاع المدني تحرص في كل عام وخاصة عند بداية موسم الصيف الذي يتزامن مع موسم حصاد المزروعات على وضع خطة لمكافحة حرائق المزروعات بإشراف مدير الدفاع المدني اللواء الحقوقي محسن كاظم علك".
وأوضح مهدي في حديث للوكالة، أن "الخطة تهدف إلى سرعة الوصول إلى أماكن الحرائق بأسرع وقت، وتتضمن هذه الخطة وضع مرابطات في كل محافظة، وتوزيع فرق الدفاع المدني بمناطق قريبة على المزروعات".
وتابع، "كما هناك خطة إعلامية توعوية إرشادية بالتعاون مع القطاعات الماسكة للأرض ومع الهيئات الفلاحية لتوعية الفلاح والمزارع والعاملين على الحصّادات والآليات التي تكون داخل هذه المساحات المزروعة، وأيضاً هناك وصايا وإرشادات بعدم الطبخ داخل المحاصيل الزراعية وعدم رمي أعقاب السجائر وضرورة إدامة وصيانة المواد الكهربائية، وأهمية ترك فواصل بين المزروعات لمنع زحف النيران، بالإضافة إلى تهيئة خزانات الماء في حال حدوث أي طارئ".
ومن أسباب الحرائق داخل المزروعات، أشار مهدي إلى أن "بعض الفلاحين بعد موسم الحصاد يحرق بقايا الحصاد (التبن) ليكون سماداً للموسم المقبل، وهذه الطريقة لا ننصح بها، لأن هناك بعض الحيوانات والبيوت القريبة من المزروعات التي تكون متيبسة وسريعة الاشتعال وأشبه بمادة البنزين، لذلك لا يمكن السيطرة عليها بسهولة حال اشتعالها".