شفق نيوز/ أفاقَ سُكان الحي الزراعي في ناحية زمار التابعة لقضاء تلعفر ضمن محافظة نينوى، على حادثة صعقت الجميع، وذلك بعد انتشار خبر انتحار شاب شنقاً داخل المنزل بسبب مشكلات عائلية .
ويقول، صلاح محمود، وهو صديق الشاب المنتحر، عمار محمد حسين، إنه صدم بخبر انتحار محمد، ولم يكن يتوقع ذلك يوماً، رغم أنه يعلم بأن محمد لديه مشكلات عائلية، فهو متزوج من امرأتين ولديه 3 اطفال، وهو من خريجي الشريعة الاسلامية في جامعة زاخو، ومن مواليد 1990؛ ولكنه كان يعاني من ضغوط كبيرة في المدة الاخيرة، سيما مع زوجتيه حتى وصل به الحال الى شنق نفسه عندما كان لوحده، في المنزل.
والمنتحر "عمار"، عاطل عن العمل منذ عدة اشهر، بسبب الظروف التي تعيشها المحافظة بصورة خاصة والبلاد بصورة عامة.
وبالحديث عن تفاصيل أكثر بشأن حوادث الانتحار التي سجلتها نينوى في هذا العام، فقد بلغت ما بين 10 الى 15 حالة انتحار، كشف لنا عنها مدير دائرة الطب العدلي د. حسن واثق، الذي اوضح لوكالة شفق نيوز، أن طرق قتل النفس تراوحت ما بين الانتحار شنقاً او حرق النفس، لافتاً إلى أن غالبية حالات الانتحار كانت بسبب المشكلات العائلية، والضغوط من جراء البطالة.
ونوه مدير الطب العدلي، إلى "ارتفاع حالات الانتحار منذ أن اجتاح كورونا البلاد وارتفعت نسب البطالة".
اما مدير قسم الشرطة النهرية المقدم غواص فيصل الجحيشي، فقال إنه احبط اكثر من 10 حالات انتحار في الاشهر الستة الماضية؛ وذلك بعد أن كان يحاول المنتحرون رمي انفسهم من فوق جسور المدينة حتى إن الامر اضطره الى نصب مرابطات ثابتة تحت هذه الجسور على مدار 24 ساعة لمنع حالات الانتحار .
هذا وقد ارتفعت نسب البطالة في نينوى الى 40 % في المدة الاخيرة بسبب جائحة كورونا والازمة الاقتصادية، وتأثر سكان الموصل على وجه الخصوص بهذه النسبة؛ إذ أن المدينة خرجت من حصار "داعش" القاسي واعقبه عام من الحرب استنزف اموال الموصليين، فضلا عن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها سكان المدينة لتكون هذه الاسباب التراكمية هي وراء ارتفاع حالات الانتحار المسجلة في نينوى.
وهذه الارقام هي ما جرى تسجيله رسمياً وقد تكون هناك محاولات انتحار اخرى غير مكشوفة لم يفصح الاهل عنها وبخاصة محاولات انتحار الفتيات؛ بسبب التعنيف الاسري الذي يتعرضن له بسبب العادات والتقاليد التي ماتزال متجذرة في المجتمع .