شفق نيوز/ كشف مكتب مفوضية الانتخابات في نينوى، يوم الاربعاء، عن إقبال واسع من قبل المواطنين لتحديث سجلاتهم استعداداً للإدلاء بأصواتهم في يوم الاقتراع، وفيما شرح التوزيع الجغرافي للدوائر الانتخابية والمرشحين وأعدادهم، تباينت ردود المواطنين بين مؤمن بالتغيير وآخرين وجد اليأس سبيلا إلى نفوسهم.
وقال مسؤول اعلام مكتب المفوضية، سفيان المشهداني، لوكالة شفق نيوز، ان "عدد البطاقات البايومترية التي جرى تحديثها في الآونة الأخيرة بلغ مليوناً و700 الف بطاقة، أي ما يعادل نحو 70% من أعداد من يحق لهم التصويت في عموم المحافظة".
واكد ان "هناك اقبالا واسعا من قبل المواطنين على مراكز تحديث البيانات في الايام القليلة الماضية، بعد أن تأكد إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وهو العاشر من الشهر المقبل".
وبين أن "مناطق جنوب الموصل سجلت النسبة الاعلى في تحديث السجلات مقارنة بباقي مناطق المحافظة ويعود ذلك الى الطابع الاجتماعي في تلك المناطق".
ولفت المشهداني الى ان "المشاكل التي يواجهها مكتب المفوضية تتمثل في نقص الكادر والعجز عن القيام بالواجبات ما يتسبب بالكثير من الضغوط".
واوضح ان "عدد المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات في نينوى بلغ نحو 500 مرشح وبعد اجراءات المساءلة والعدالة وانسحاب البعض من الانتخابات تمت المصادقة على 423 مرشحاً سيتنافسون في 8 دوائر انتخابية".
وتابع بالقول "الدائرة السادسة هي الاشد صراعاً فهناك 97 مرشحاً ضمن هذه الدائرة يتنافسون على 5 مقاعد فيها، اما مرشحي الكوتا في المحافظة فهم 22 مرشحاً عن الايزيديين والمسيحيين والشبك".
واشار الى انه "من بين مقاعد المحافظة الـ34 هنالك 12 مقعداً من حصة مركز قضاء الموصل بجانبيه الايمن والايسر واطرافه ضمن ثلاث دوائر انتخابية هي السادسة والسابعة والثامنة، وتوزع باقي الدوائر على الاقضية والنواحي".
وختم المشهداني بالقول انهم يتوقعون ان "تتجاوز نسبة المحدثين لبطاقاتهم في عموم نينوى 70% وهذه نسبة جيدة".
مراكز تحديث البيانات المنتشرة في مدينة الموصل، شهدت تزايد أعداد المواطنين الراغبين بتحديث سجلاتهم الانتخابية، بحسب ما اكد المسؤولون في تلك المراكز لمراسل وكالة شفق نيوز، فيما تباينت آراء المواطنين حول جدوى المشاركة في الانتخابات ما بين مؤيد ومعارض.
الحاج احمد يقول لشفق نيوز، انه حدث بطاقته وبطاقات عائلته خوفاً من الحاجة اليها في اي دائرة من دوائر الدولة، معرباً عن حقيقة مشاعره تجاه بالوضع بالقول "أنا يائس من التغيير وليس لدي اي إيمان بالوجوه القديمة ولا الجديدة فقد ترسخت فكرة سيطرة المال السياسي والسلاح على كل مقدرات الدولة وعلى العملية السياسية"، بحسب تعبيره.
واضاف "حتى لو كان هنالك نزيه يريد التغيير فأما ان يرضى بما يريدونه منه او ان الفاسدين لن يسمحوا له بالبقاء والتغيير"، منهياً كلامه بالقول "لماذا سننتخب اذا كنا نعلم ماهي النتيجة اساساً".
اما عبد الله سليمان، وهو طالب جامعي، فيؤكد لشفق نيوز انه حدّث بطاقته الانتخابية للمشاركة في يوم الاقتراع لانتخاب شخصية يراها تستحق ان تمنح الثقة.
وقال انه "مقتنع بأنه لا سبيل للتغيير سوى الانتخابات وان لم يفهم الشعب هذا الامر فستبقى الاقلية الفاسدة تسيطر على مصير الاغلبية الذين يقاطعون الانتخابات دائما ويعيد المشهد نفسه وتبقى ذات الوجوه السابقة التي لم تقدم شيئاً للمحافظة طوال السنوات الماضية".
المراسل التلفزيوني احمد الجفال، يرى في حديثه لشفق نيوز، ان "سبب اليأس الذي يعيشه سكان المحافظة هو الخيبات المتكررة من الوجوه السابقة والسياسات الفاشلة التي اطاحت بنينوى بين يدي الارهاب عام 2014 والتي كانت احد اسباب سقوط هذه المحافظة".
واضاف ان "السبب الابرز وراء هذا اليأس هو الاهمال والتهميش الذي عاشته المحافظة بعد تحريرها فحتى اليوم ما يزال سكانها يعانون من جراح الحرب والارهاب ويعانون الامرين وهنالك الاف المفقودين والمغيبين وهنالك الاف الجرحى لم يحصلوا على حقوقهم".
وختم بالقول "بالاضافة الى المبالغ الخجولة لتعويض المتضررين. كل هذه عوامل جعلت الناس تفكر بلقمة العيش ولا يفكرون بمن سيمثلهم او من سينتخبون فهذا الامر لم يعد يشكل فارقاً حقيقياً بالنسبة لهم".