شفق نيوز / على ضفاف نهر دجلة، افتتح فريق تراث الموصل (بيت التراث الموصلي) قرب قلعة قره سراي بالجانب الأيمن من الموصل، ليكون أول متحف يعنى بالتراث الموصلي والهوية التراثية للمدينة.
وقال أيوب ذنون، (صاحب المشروع ومؤسس فريق تراث الموصل) إن "هذا الحلم كان يراوده من خمس سنوات، حتى بات اليوم حقيقة"، مؤكداً أن "أجمل ما في حلمه هو مشاركة الكثير من العائلات الموصلية في تحقيقه، وذلك بالتبرع بمقتنيات الآباء والأجداد التي ما تزال موجودة في منازلهم".
وأضاف ذنون، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هذا البيت يحكي كيف كانت تعيش العائلات الموصلية في العقود الماضية، ويعرّف بهوية المدينة التراثية"، مبيناً أن "الطموح بات أكبر من مجرد حلم، وإنما أن يكون هذا المكان قبلة للسياح العرب والأجانب خصوصاً أن المدينة خسرت أبرز معالم هويتها التراثية بسبب الحرب الأخيرة".
بيت الارحيم
بدوره، رأى المهندس فارس عبد الستار، (استشاري ساهم في اختيار مكان بيت التراث الموصلي) أن "منزل الارحيم الذي تبرع به أصحابه ليكون متحفاً تراثياً يمثل هوية حقيقة لوحده، وذلك لما يحمله من معالم عمرانية تحكي تاريخ البيوت الموصلية والعمارة الموصلية من الأقواس والفرش الموصلي (المرمر) ووجود الإيوان والسرداب".
ولفت عبد الستار، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "كل هذه التفاصيل الموجودة في بيت الارحيم، تصور البيت الموصلي بتفاصيله الصغيرة والكبيرة".
مقتنيات شاملة
من جانبه، ذكر حذيفة الحسو (أحد أعضاء فريق تراث الموصل)، أن "العائلات الموصلية، قدمت عشرات القطع التراثية للفريق، لتكون في متحف التراث الموصلي، ومنها أوان منزلية، وبعضها أدوات كانت تستخدم في الماضي مثل (مهد الأطفال) و(البرنية) التي كانت تستخدم لخزن المواد الغذائية وما شابه ذلك، فضلاً عن جرار الماء (الحب) والأباريق أيضاً". وبين حذيفة، في حديثه للوكالة، أن "الطراز العمراني للمكان تجانس تماماً مع المقتنيات التي عرضت فيه، ومن يزوره يتخيل كيف كان الناس يعيشون في الماضي، وهذا هو التجسيد الحقيقي الذي يطمح بالوصول إليه".
وخلص حذيفة، إلى القول إنهم يسعون إلى أن يمثل "بيت التراث الموصلي، كل شيء يخص هوية هذه المدينة التراثية"، مؤكداً أن "انطلاقتهم هذه لم تكن إلا بداية فقط" .