شفق نيوز/ إلى أقصى غرب العراق، يعيش سكان قرية "سحل حوران"، والبالغ عددهم أقل من ألف نسمة، في حياة بدائية لم تدخل بيوتهم المعدات المنزلية الحديثة، ولم ترَ شوارع القرية أعمدة الكهرباء.
قرية بدائية
"سحل حوران" التي تأسست قبل 150 عاما وإقرارها وحدة إدارية ضمن لواء الدليم سابقا،وتقع على بعد 18 كم من مدينة البغدادي، حيث قاعدة "عين الأسد"، التي تستضيف القوات الأميركية في العراق يؤكد سكانها أن الأنظمة التي توالت على العراق منذ قرن من الزمن لم تفكر بمد يد العون للقرية ولعل سبب ذلك كما يرونه أن عدد سكانها لم يتجاوز بضع مئات في أفضل الأحوال.
ولا توجد في القرية مدرسة أو مركز صحي كما أن ترابها لم يلامس الاسفلت على حد تعبير أحد سكانها الذي وصف قريته بالبدائية.
لا تغري النواب
أم أحمد إحدى سيدات القرية وتبلغ من العمر 34 عاما، تقول لوكالة شفق نيوز، إن كل ما يهم أهل القرية في كل حدث كبير بالعراق يأتي بنظام أو يرحل به نظام هو هل يلتفتون لنا وهل ستغادر القرية العصر البدائي، لكن وبسبب قلة عدد سكانها لم تعد مغرية للنواب ولا المسؤولين من أجل الالتفات لها.
وتضيف "تعبنا من هذا الوضع، وكل ما نريده هو ماء وكهرباء ومدرسة نتمكن من خلالها أن نفرح بأبنائنا وهم يكملون دراستهم ليتمكنوا من عيش حياة كريمة خارج هذه القرية، ويقاطعها زوجها قائلا: الأوضاع المادية التي نعيشها تمنعني من اخذ عائلتي لمكان أفضل من هذا، لأنني لا احلم حتى بالاستجابة لمطالبنا، فقد طالبنا وترجينا المعنيين في كل زيارة لقناة فضائية لنا واما المعنيين فنحن لا نسمع سوى بأسمائهم.
مدرسة ابتدائية فقط
اما سلام جمعة فيقول "أكملت دراستي الابتدائية هنا، ثم ذهبت وسكنت عند أحد أقاربي في ناحية البغدادي لأكمل دراسة المتوسطة، لكن مرض والدتي قبل وفاتها أجبرني على ترك الدراسة والبقاء بجانبها، وفوت تعليمي منذ زمن".
ويردف جمعة "الآن انا افكر ببيع منزلي والانتقال الى مكان افضل، لكن ليس هناك أحد يرغب بشراء منزل في منطقة تفتقر لأبسط مقومات العيش".
مياه مالحة
في حين يؤكد سعدون علي البالغ من العمر 57 عاما؛ أن المياه مالحة وليست صالحة للاستخدام.
ويبين علي، أن المياه يتم استخراجها من الآبار، وفقط عند هطول الأمطار نستطيع أن نحصل على مياه صالحة للشرب، ويستطرد قائلا: مللنا من مناشدة الحكومات للنظر الى حالنا، وفي كل مرة نناشد بها نحصل على وعود كثيرة، ولكن لا اعلم متى نحصل على فعل حقيقي يخفف عنا معاناتنا.
محطات تعمل بالكهرباء!
وفي حديث أجرته شفق نيوز مع مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي، أكد خلاله بأن تم تزويد القرية بمحطات لتصفية المياه، ولكن لا يمكن تشغيلها بسبب عدم توفير الطاقة الكهربائية في القرية، مؤكدا بأن تم عام 2014 استحصال كافة المواد التي من شأنها توليد الكهرباء بالقرية، ولكن بسبب خلافات بين وزارة الكهرباء ودائرة كهرباء غرب الانبار لم يتم المشروع، وتم تحويل المشروع إلى قضاء حديثة غربي المحافظة، ونأمل أن تشمل حركة الأعمار التي تشهدها الانبار قرية سحل حوران