شفق نيوز/ ذكرت محطة "DW" الألمانية، إن الإعلامي جعفر عبد الكريم وفريق برنامج "جعفر توك"، الذي تبثه قناة DW عربية، "اضطر" إلى إيقاف تصوير حلقة من البرنامج ومغادرة العراق صباح اليوم الخميس (الثاني من شباط/ فبراير 2023) لأسباب أمنية بعد تلقيهم تهديدات.
الفريق كان في العاصمة العراقية بغداد لتصوير حلقة جديدة من البرنامج بالتعاون مع قناة الرشيد. وانتقدت دويتشه فيله (DW) الحادث واصفة إياه بأنه يمثل تعديا غير مقبول على حرية الصحافة.
ويناقش برنامج "جعفر توك" أسبوعياً موضوعات تعتبر محظورة في العالم العربي، مثل انتهاكات حقوق الإنسان وعدم المساواة وحقوق المرأة. ووفقاً تقرير صادر عن مجلة "The Fix" الإعلامية، فإن موقع جعفر توك على تيك توك هو الأنجح من بين وسائل الإعلام الألمانية على الموقع.
وبحسب المحطة الألمانية، كان من المفترض أن تناقش الحلقة في بغداد قضية بطالة الشباب، والمشاركة السياسية، وحقوق المرأة. وكان من المقرر أن يتم إنتاج الحلقة في حديقة الزوراء بالعاصمة بغداد، حيث كان يفترض أن يستضيف البرنامج ممثلين عن الحركة الاحتجاجية التي شهدتها بغداد ومحافظات عراقية ضد البطالة والفساد والتي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة العراقية، وبوجود 50 ضيفاً في عين المكان.
وقالت المحطة، قبيل البدء بالتصوير ظهر تهديد مباشر موجه نحو الإعلامي جعفر عبد الكريم. على موقع إنستغرام التابع لإحدى وسائل الإعلام العراقية ظهر فيديو يتهم فيه مذيع قناة DW بنشر "الشذوذ والانحلال وسط بغداد". في الفيديو ظهرت مقاطع لحلقات سابقة للبرنامج تناقش قضية "المثلية الجنسية"، مع مطالبة للسلطات العراقية بمنع تصوير الحلقة.
كما أفاد جعفر وفريقه أنهم تعرضوا تدريجياً لضغوط أكبر من قبل مسؤولين عراقيين، بحسب قول الزميل جعفر عبد الكريم. فقد طلبت فجأة هيئة الإعلام والاتصال العراقية التابعة للدولة تصريحا خاصا من الفريق لتصوير الحلقة، رغم أن مثل هذه التصاريح يقدمها ويحصل عليها شركاء مؤسسة DW في العراق.
وذكرت مؤسسة DW أنها قدمت احتجاجا إلى السفارة العراقية في برلين، بسبب المعاملة التي تلقاها موظفوها وعرقلة العمل الصحفي. وقالت المؤسسة في رسالة رسمية: "إن هذا الإكراه الشديد من قبل سلطات رسمية في العراق هو مثال على تقييد غير مسبوق لحرية الصحافة".
يشار إلى أن حرية التعبير في تراجع مستمر في العراق وتحتل البلاد المرتبة 172 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، وبحسب إحصاءات المنظمة، قُتل ما يقارب 300 صحفي في العراق خلال العشرين عاما الماضية.