شفق نيوز/ أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، أن أمانة مجلس الوزراء تتابع ميدانياً التجاوزات الحاصلة على المواقع الآثارية، يأتي ذلك بعد نشر وكالة شفق نيوز تقريراً يتحدث عن إهمال المواقع الأثرية في البلاد وغياب فرص التنمية لها، وسط مطالبات بضرورة منع التجاوزات عليها.

وزارة الثقافة ذكرت في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الآثار والسياحة، عمر العلوي، زار مدينة بابل الآثارية، برفقة رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث علي عبيد شلغم، للإطلاع ميدانياً على سير الأعمال فيها وملاحظة حجم التجاوزات الحاصلة".

وبينت الوزارة، أن "ذلك جاء استناداً إلى الأمر الديواني الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمتضمن تشكيل لجنة عُليا تختص برفع التجاوزات على المناطق الآثارية، وبالأخص تلك الواقعة على منطقتي سنجار وزوير الغربي كونهما من المناطق الآثارية المحرمة".

وأشارت إلى أن "الزيارة تمخضت عن إعداد تقرير مفصل بالتجاوزات الحاصلة، وتم رفعه إلى رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ ما يلزم".

وكانت وكالة شفق نيوز؛ أعدت أواخر الشهر الماضي، تقريراً أكدت فيه وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، وجود نحو 18 ألف موقع أثري في البلاد، فيما أشار مختصون إلى أن المكتشف لا يمثل سوى 10 بالمائة فقط، ورغم ذلك يعاني الإهمال وغياب فرص التنمية ليكون مُساهِماً رئيسياً في دعم الاقتصاد.

وقال وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار، فاضل البدراني، في حينها لوكالة شفق نيوز، إن "هناك نحو 18 ألف موقع أثري موجود في العراق، وهيئة الآثار والتراث في الوزارة تقدم جهوداً كبيرة في إجراء عمليات التنقيب وأيضاً في ملاحقة المتجاوزين على المناطق التي تحمل صفة أثرية، وتتسلح بقانون الآثار الذي لا يقبل التساهل مع المتجاوز مطلقاً".

وأكد البدراني، أن "لدى الوزارة خطة واسعة تشرع بها حالياً لتحويل مناطق أثرية إلى مناطق جذب سياحي ليس من داخل العراق فقط، بل من بلدان عربية وأجنبية مثل زقورة أور بمحافظة ذي قار، وكذلك المواقع الأثرية من بقايا الحضارة البابلية في محافظة بابل، حيث أعادت الوزارة البحيرات وهناك إجراءات لتوفير المطاعم وأماكن السياحة فيها، كما هناك العديد من المواقع الأثرية التي تجرى فيها عمليات تنقيب وأيضاً توفير البنى التحتية لتقديم الخدمات السياحية للزائرين".

من جهته، أوضح نقيب السياحيين العراقيين، الدكتور محمد عودة العبيدي، لوكالة شفق نيوز أن "العراق يمتلك مواقع أثرية وتاريخية كثيرة ومتعددة والمكتشف منها لا يمثل سوى 10 بالمائة فقط، لكن يلاحظ وجود إهمال واضح ومتعدد للقطاع الأثري والتاريخي في بغداد والمحافظات، في وقت تعتمد الكثير من الدول العربية والأجنبية على هذا الجانب السياحي في اقتصادها".

فيما شدد الأستاذ الأكاديمي، محمد الربيعي لوكالة شفق نيوز، على أهمية "توعية المواطنين وخاصة المتواجدين قرب المناطق الأثرية بعدم العبث بها أو استخدام تلك الأراضي لأنه يشكل تجاوزاً عليها، وكذلك وضع دراسات ورصد أموال للتنقيب عن الآثار غير المكتشفة من خلال استخدام تقنيات فنية لتحديد الموقع الأثري بشكل دقيق ومنع التجاوز عليه بأي شكل من الأشكال".