6-4-2025 21:01

شفق نيوز/ أفاد مصدر مطلع، مساء اليوم الأحد، بأن تنسيقيات موظفي وزارة السياحة والآثار تستعد لتنظيم تظاهرات كبيرة خلال الأسبوع الجاري في العاصمة بغداد.

وأوضح المصدر لوكالة شفق نيوز، أن تظاهرات موظفي وزارة السياحة هي للمطالبة بزيادة رواتبهم أسوة بالتظاهرات الحاصلة من قبل موظفي وزارة التربية، كاشفا أن موظفي وزارة السياحة والآثار هددوا بالإضراب العام عن الدوام الرسمي في مديريات الآثار في المحافظات.

وفي هذا الصدد، أصدرت الهيئة التنسيقية للآثاريين العراقيين بياناً وجّهته إلى رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ومجلس النواب، فضلاً عن وزارتي الثقافة والآثار، واللجان البرلمانية المعنية، سلطت فيه الضوء على الظروف الاقتصادية والمهنية القاسية التي تمر بها شريحة الآثاريين العراقيين، محذّرة من استمرار تهميش هذه الكوادر التي تؤدي دوراً محورياً في صون الإرث الحضاري للبلاد.

وأشار البيان إلى تدهور الوضع المعيشي للآثاريين في ظل تدني الرواتب وغياب المخصصات المالية الملائمة لطبيعة عملهم، ما تسبب بهجرة العديد من الكفاءات إلى وزارات أخرى، في وقت يعمل فيه الآثاري العراقي في بيئات صعبة ويتعرض لمخاطر متنوعة، أبرزها استخدام مواد كيميائية قد تكون مشعة أو ملوثة، وإصابات خلال أعمال الصيانة والتنقيب، إضافة إلى توثيق مبانٍ آيلة للسقوط، والتعامل مع أدوات ومواد قد تُسبب أمراضاً جلدية وتنفسية.

وأوضح البيان أن العاملين في دوائر المخطوطات يستخدمون مواد مثل الكحول والأسيتون والكلور، ويتعرضون لانبعاثات أجهزة مؤثرة على الجهاز التنفسي والجلد، فضلًا عن استنشاق الغبار الناتج عن تنظيف المخطوطات والتعامل مع حشرات وكائنات مجهرية ضارة.

كما لفتت الهيئة إلى أن موظفي دائرة التحريات والتنقيبات يعملون في مناطق نائية وخطرة، منها ما يحتوي على مخلفات حربية أو إشعاعية، ويواجهون تهديدات أمنية عند تنفيذ كشوفات ميدانية في مناطق النزاعات العشائرية، فضلاً عن المخاطر الناجمة عن فتح القبور القديمة والتعرض لغازات سامة أو مواد عضوية متحللة، وكل ذلك دون توفير الإجراءات الوقائية اللازمة.

ورغم هذه التحديات، أكدت الهيئة أن الآثاريين لا يحظون بأي امتيازات مهنية أو مخصصات خطورة، ما دفعها إلى طرح جملة من المطالب أبرزها:

  1. إقرار مخصصات خطورة ومهنية بموجب صلاحيات مجلس الوزراء، في ظل غياب أي مخصصات حالياً.

  2. تحسين المستوى المعيشي للآثاريين والكوادر الساندة بما يتناسب مع مؤهلاتهم الأكاديمية ومهامهم الميدانية.

  3. تخصيص قطع أراضٍ سكنية وقروض ميسّرة، أسوة بباقي موظفي الوزارات، مشيرة إلى أن الآثاريين لم تشملهم توزيعات الأراضي منذ خمسينيات القرن الماضي.

  4. توفير دعم مؤسسي للبحث العلمي والتدريب والمشاركات الخارجية.

  5. إشراك ممثلين عن الهيئة في رسم السياسات والخطط الخاصة بالشأن الآثاري لحين تشريع قانون نقابة الآثاريين.

وأكد البيان أن الاهتمام بالآثاريين يُعد خطوة أساسية لحماية الهوية الحضارية العراقية، محذّراً من أن تهميشهم قد يؤدي إلى تراجع قدرات الدولة في هذا القطاع الحساس وفقدان السيطرة على المواقع الأثرية.

واختتمت الهيئة بيانها بالتشديد على أنها رغم معاناتها المستمرة، اختارت الصبر وعدم التصعيد حرصاً على المصلحة العامة، داعية القيادات العليا إلى اتخاذ خطوات عاجلة ومنصفة تليق بمكانة العراق الحضارية وتاريخه العريق.

وتأتي خطوة موظفي وزارة السياحة والآثار تزامناً مع إعلان اللجنة التنسيقية لإضراب المعلمين والمدرسين في العراق، عن تنفيذ إضراب عام بدءاً من اليوم الأحد، للضغط باتجاه تحقيق حزمة مطالب، أبرزها شمول شريحة المعلمين والمدرسين بقانون الخدمة التربوية أسوةً بالخدمة الجامعية، وزيادة المخصصات المالية بأنواعها المختلفة، كتحسين المعيشة والمهنية وبدل النقل ومخصصات الزوجية والأطفال.