شفق نيوز/ اكد البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، يوم الخميس، ان الوقت قد حان للعودة الى الاصالة والقيَم، وبناء الثقة الاجتماعية، والتربية على قبول التنوّع وترسيخ العيش المشترك، والولاء للوطن.
وقال ساكو في رسالة وجهها بمناسبة اعياد الميلاد المجيد ووردت لوكالة شفق نيوز؛ ان "الميلاد مشروع لاهوتيٌّ على المستوى الإيمانيّ والإنسانيّ والحياتي يساعد الشخص على إستعادة القيم الروحية والأخلاقية ليعيش بمحبة وسلام مع الآخرين".
واوضح ان "عيد الميلاد ليس مجرد إحتفال بذكرى مرَّت قبل الفي عام، أو الاحتفال به فولكلورياً بالبهرجة الخارجية كالزينة والهدايا والزيارات، إنما الميلاد يعلّمنا الوعيَّ والإيمان باستمرار حضور الله في حياتنا اليومية، حضورٌا أبديٌّا بمحبته ورحمته".
واشار ساكو الى ان "الميلاد لن ينتهي، والرجاء بانسانيّة جديدة تعيش بالسلام والمحبة والمسامحة، تبقى اُمنية حيَّة في قلب كل إنسان: (ليلة الميلاد تمحي البُغضُ، وتُزهرُ الأرضُ، وتُبطلُ الحربُ، وتنبِتُ الحُبُ)".
وقال إن "من المؤسف أن يأتي عيد الميلاد هذا العام، في وقت يُعاني العالم من أزمات متفاقمة في مقدمتها الحرب الطاحنة بين أوكرانيا وروسيا".
واضاف ان على العالم كلِّه ان يُدرك ان الحروب فاشلة والصراعات خاسرة، وينبغي ان ينتهي هذا الاسلوب ويحلّ محلَّه الحوار الدبلوماسي لحل المشاكل، وعلى الفاسدين ان يَعوا ان الحرام لن يدوم، و ان الله سوف يُحاسبهم، وان الحلال وحده يبقى، ولو كان قليلا فهو بركة.
وشدد على أن "الميلاد يعلّمنا ان نكون فَعَلَة سلام، وإحسان، والدفاع عن المظلوم، وإغاثة اليتيم والأرملة والفقير معاً، ولا يمكن أن ننمو ونتطور من دون حياة روحيّة وقيَم أخلاقية والتعاون لاستعادة التناغم لهذا العالم الذي خلقه الله جميلاً، وأوكِل إلينا تنظيمه وحفظه وازدهاره".
واوضح ان "العراق بلد حضارات وثقافات وأمجاد، فيه اُناس أكابر من كل الديانات والفئات. لقد حان الوقت لنعود الى أصالتنا وقيَمنا، وبناء الثقة الاجتماعية، والتربية على قبول التنوّع وترسيخ العيش المشترك، والولاء للوطن الحاضن الجميع تحت قاعدة المواطنة المتساوية. هذا المشروع ليس مهمة الحكومة وحدها، لكن يتحمل المواطنون قسطاً كبيراً من المسؤولية بدعمهم وتعاونهم وحرصهم لحماية وحدة بلدهم وسيادته وتقدمه ليعيش الجميع في غاية السلام والسعادة".