شفق نيوز/ أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يوم الأربعاء، عن حجم المشاريع والأنشطة في مجالات الصحة والتعليم وتقديم الخدمات والبيئة، التي نفذتها في العراق من خلال برنامج "تعافي"، مؤكدة استمرارها بالتعاون مع العراقيين لإحداث تغيير إيجابي.
وقالت مديرة مكتب المبادرات الانتقالية في الوكالة الأمريكية (USAID)، بريتني براون، خلال مؤتمر صحفي ورد لوكالة شفق نيوز، أن المكتب "ينفذ برنامجاً في العراق يسمى (تعافي) منذ العام 2018. ويلتزم البرنامج التزاماً كاملاً بعراق أكثر استقراراً وازدهاراً وأن شركائنا المحليين هم الأساس لإحراز تقدّم صوب هذا الهدف".
وبينت "نفّذ برنامج (تعافي) بالشراكة مع 228 شريكاً محلياً 481 نشاطاً منذ العام 2018، لاسيّما مع المجموعات والمؤسسات المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية، بغية الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات العامة وإعادة تأهيل البنية التحتية المجتمعية واستعادة سبل العيش ومعالجة القضايا الاجتماعية التي تهدد الاستقرار. يعمل برنامجنا حالياً في سهل نينوى والموصل وسنجار وبغداد والبصرة وذي قار".
وأضافت "أنا هنا في العراق للقاء زملائي في السفارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والأهم من ذلك، اللقاء مع شركاء برنامج (تعافي9 والمستفيدين العراقيين من المنح، لمناقشة كيفية معالجة برنامجنا للأولويات الأكثر أهمية للشعب العراقي والتي تشتمل على الحاجة المستمرة لجهود تحقيق التعافي والحاجة الملحة والمتزايدة للتصدي لتغير المناخ وشح المياه، اللذان يتسببان في عدم الاستقرار وربما يكون وقعهما اكثر حدة في جنوبي العراق".
وتابعت "كما أود الاطلاع على كيفية قيادة شركائنا العراقيين، لاسيّما الشباب العراقي،للتغيير على الصعيد المحلي والذي من شأنه التأثير على المناقشات على المستوى الوطني وتشجيع التقدم في المجتمعات العراقية في ربوع البلاد".
وأشارت بروان "سرّني رؤية عراقيين من مكونات متنوعة، شيعة وسنة وشبك ومسيحيين وايزيديين وآخرين، يعملون مع برنامج (تعافي) لرأب الانقسامات الدينية والاثنية وخلق مجتمعات أقوى وأكثر مرونة، وفي نهاية المطاف، عراق أقوى وأكثر مرونة".
وأوضحت "خلال السنوات الخمس التي كان فيها برنامج (تعافي) فاعلاً في العراق، حقق شركاؤنا تقدماً مطرداً في شمالي العراق لمساعدة المجتمعات التي دمرها احتلال داعش على التعافي وإعادة الاعمار. فرفعنا الأنقاض وأعدنا مد شبكات المياه والكهرباء وأنظمة الصرف الصحي وأعدنا تأهيل المراكز المجتمعية والثقافية ورمّمنا المدارس وسنواصل هذا العمل المهم".
وقالت مديرة المكتب "أثناء عمل برنامج (تعافي)، تتوارد باستمرار مطالبات من المجتمعات المحلية أن تكون إحدى أولوياتهم القصوى ضمان قدرة أبنائهم الحصول على التعليم ومستقبل أكثر إشراقاً".
وأردفت "علاوة على تجديد المدارس، قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومن خلال برنامج (تعافي)، بتوفير 11 ألفاً و870 مقعداً مدرسياً لـ135 مدرسة في جميع أنحاء العراق، استفاد منها 42 ألف طالب. وبالشراكة مع منظمات المجتمع المحلي، قمنا بتوزيع أكثر من 60 ألف حقيبة مدرسية على الطلاب العراقيين لتشجيعهم على مواصلة تعليمهم. فشباب العراق هم مستقبله، ونحن فخورون بدعمهم لبناء مسارات لحياة أفضل".
وأكدت براون "ثمة أولوية أخرى للمجتمعات العراقية ألا وهي الرعاية الصحية. فبالإضافة إلى تقديم الدعم الطارئ لإعادة تأهيل مستشفى ابن الخطيب في بغداد إثر الحريق المُدمّر في العام 2021، قام برنامج (تعافي) برفد 47 مركزاً للرعاية الصحية الاولية بالتجهيزات الاساسية في جميع أنحاء العراق. علاوة على ذلك، وفرّنا مكثّفات الأوكسجين لـ17 مركزاً للرعاية الصحية الأولية والعيادات المتنقلة في سنجار. وبغية مكافحة جائحة كورونا، قدمنامعدات تعقيم لـ82 مرفقاً صحياً في الموصل وسهل نينوى".
وأضافت "لقد بيّن لنا كثير من العراقيين أن الماء يأتي في صدارة احتياجاتهم. فبادر برنامج (تعافي) بتحسين الوصول إلى المياه لثلاثة ملايين عراقي في محافظتي نينوى والأنبار من خلال توفير المضخات والأنابيب وأدوات الصيانة والمركبات لدوائر المياه منذ العام 2018".
وأشارت إلى أن "الأنشطة شملت أيضاً تقديم مساعدة تقدّر بنحو مليون دولار لإصلاح محطة مياه غرب الموصل والتي تعد بمثابة محطة ضخ المياه الرئيسية لقرابة 400 ألف مستفيد، فضلاً عن تجهيز أربع محطات مياه في محافظة نينوى".
ولفتت إلى "قيام برنامج (تعافي) باستصلاح 300 مزرعة في محافظتي نينوى والأنبار، حيث تستخدم تقنيات توفير الطاقة والمياه. وشملت الأنشطة إعادة تأهيل آبار المياه وتوفير أنظمة الري بالتنقيط والألواح الشمسية بقيمة تقارب 1.5 مليون دولار، استفادت منها أكثر من 2500 أسرة".
وبينت أن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل من خلال برنامج (تعافي) مع شركاء محليين في جميع أنحاء العراق لتنظيم المناقشات بين الأهالي وممثلي الحكومات المحلية لتحديد الأولويات، وقد افضت هذه الجلسات النقاشية إلى شروع الحكومات المحلية بتقديم المزيد من الخدمات وتنفيذ مشاريع البنية التحتية للتعاطي مع أولويات المجتمع. يسعدنا رؤية أن مبادرات التشاور المجتمعية هذه قد ألهمت التشكيل المستقل لمجالس مجتمعية أخرى بالقرب من المناطق التي يغطيها برنامجنا، حيث تعمل المجتمعات والحكومة معاً لمواجهة التحديات".
ونبهت إلى أن "الانخفاض المطرد في هطول الأمطار بالعراق على مدى العقدين الماضيين المصحوب بارتفاع درجات الحرارة، أدى إلى تسجيل أسوأ ظروف الجفاف في تاريخ العراق".
وقالت براون "وبغية زيادة الوعي بالجفاف وشحّ المياه، يتعاون القائمون على برنامج (تعافي) مع مجموعة من الصحفيين لزيادة الوعي بالعمل المدني الخاص بالمناخ ومشاركة الخطوات العملية التي يمكن للعراقيين تبنّيها بصفتهم مسؤولين عن الموارد الطبيعية في العراق".
وأضافت "وبتركيزنا بشكل خاص على أهوار العراق المهمة، تدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المجموعات البيئية المحلية لتنفيذ مبادرات شعبية ورفع أصوات المجتمعات المتنوعة التي تعيش على طول الممرات المائية للأهوار. وبسبب الجفاف والتلوث، فإن الأهوار اخذة بالجفاف وتدمير الحياة البيئية التي تعتمد عليها مجتمعات الأهوار في سبل معيشتهم".
وأكدت "في أواخر شهر شباط، دعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية شريكاً محلياً لتنظيم حملة تنظيف نفايات أمدها ثلاثة أيام في أهوار محافظة ميسان في جنوب شرق البلاد. أثبتت حملة التنظيف هذه في مراحلها الأولية شعبيتها لدرجة أنها أدت لأطلاق 27 حملة تنظيف أخرى استهدفت نهر دجلة والأهوار العراقية".
وتابعت "أخيراً وليس آخراً، أشرك برنامج (تعافي) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من مليوني عراقي في هذه الحملة للحفاظ على المياه وحماية الأنهار. إذ اجتذبت الحملة ما يربو على 2600 متطوع من جميع أنحاء العراق قاموا بتجميع أكثر من 80 طناً من النفايات وازالتها، مما يدلل على مدى أهمية قضايا تغيّر المناخ والتلوث بالنسبة للعراقيين في جميع أنحاء البلاد".
وبينت "كما ترون من هذه الأمثلة، فإن القاسم المشترك لهذه الأنشطة هو أن الشعب العراقي، من القادة المحليين والمتطوعين الشباب إلى المنظمات المجتمعية، يحثون الخطى معاً لتلبية احتياجات مجتمعاتهم. لهذا العمل الجماعي عظيم الأثر على قدرة المجتمع على التعافي وخلق فرص أفضل لأبنائه. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدّم بالشُكر للعديد من شركاء برنامج (تعافي) في جميع أنحاء البلاد ممن يقومون بمثل هذا العمل المُلهِم ويظهرون ما هو ممكن لمستقبل العراق".
وختم براون بالقول "ما تزال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ملتزمة بالتعاون مع شركائنا العراقيين لإحداث تغيير إيجابي في العراق. ومن خلال جهودنا في التعليم وتغيّر المناخ وإدارة المياه والرعاية الصحية، نهدف إلى المساهمة في مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للشعب العراقي".