شفق نيوز/ فاجأ الشاب محمد والده برغبته انهاء فترة خطوبته ودخول عش الزوجية، بطلب غريب أثار "استغراب" أسرته، والمجتمع فيما بعد، حينما أوضح أنه اتفق مع "زوجة المستقبل" أن يكون مهرها "مقدم الزواج" باقة ورد فقط، فيما سيكون مؤخر زواجهما هو "الحج" الى الديار المقدسة في مكة.
طلب وافقه عليه الأب مشترطاً موافقة أهل زوجته عليه، رغم عدم تفائله بإمكانية قبولهم بهذا الطلب في ظل ظروف متطلبات وتكاليف الزواج الحالية، لكن أهل الزوجة كسروا تخوف والد محمد ووافقوا على طلبات الخطيبين ليفتحا باباً جديداً من إمكانية الاقتران بعيداً عن المبالغ المادية والمغالاة في المهور المطلوبة في الزواج.
ويقول محمد معن العزاوي وهو صحفي من سكان محافظة ديالى ويعيش حالياً في السليمانية لوكالة شفق نيوز إن "قصة هذه المبادرة أثارت ضجة اجتماعية كبيرة في ظل المطامع والمغالاة التي عطلت مشاريع الزواج ودفعت غالبية الشباب للعزوف عنه بسبب البطالة المعيشية وانعدام فرص العمل".
ويؤكد العزاوي ان "الاتفاق تم مع خطيبته التي تسكن بعقوبة جاء كرسالة إنسانية واجتماعية لكسر تقاليد ظالمة وبالية تقحم الشباب بمهور زواج مكلفة لا يمكن دفعها الى جانب اعتقاد بعض الاسر بان الفتاة سلعة يحددها مهر كلف الزواج العالية".
ويتابع العزاوي أن "وضع باقة الورد وحجة بيت الله هي رسالة الى كل الاسر بالابتعاد عن تقاليد مرفوضة حطمت مستقبل أجيال من الشباب وولدت عنوسة واسعة في مجتمعاتنا"، مبيناً أنه رغم "المبادرة النادرة الا انني تعهدت بتوفير كل مستلزمات الزواج ومتطلباته بشتى تفاصيله لكن بعيدا عن الشروط الإلزامية التي تضر بالحياة الزوجية وربما تهدد استمرارها".
وسجلت في العراق حالات زواج بمهور خيالية ما جعلها سنّة للبعض لحصر مشاريع الزواج ضمن المتاجرة المادية قبل أي أهداف ومبادئ أخرى، فيما لم تتمكن الثقافات والحملات الاجتماعية والدينية ووسائل التوعية من إيجاد حلول تفتح الطرق أمام الشباب لمشاريع زواج توازي امكانياتهم الاجتماعية وأوضاعهم المعيشية.