شفق نيوز- برلين/ بغداد

سلط تقرير ألماني، يوم الخميس، الضوء على طقوس وعادات العراقيين المسيحيين في ألمانيا، للاحتفال بعيد الميلاد في البلاد.

وتناول تقرير "دويتشه فيله" قصة عائلة ريتا التي غادرت العراق قبل ثلاثين عاماً ومجيئها إلى ألمانيا، وكيف أن الأسرة مازالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها العراقية.

ونقل التقرير عن ريتا العراقية المسيحية الكلدانية قولها "في البداية كنا نحتفل بعيد الميلاد في الكنيسة الألمانية فلم يكن هناك أي وجود للكنائس الكلدانية العراقية في ألمانيا".

وتضيف "لكن مع مرور الوقت وانتشار الجالية العراقية المسيحية في ألمانيا انتشرت كنائس مسيحية عراقية عدة في مختلف المدن الألمانية".

وفي كل عيد ميلاد يتم الاحتفال بالكنائس الكلدانية العراقية باللغة الكلدانية وبطقوسهم الخاصة التي وصفتها ريتا بـ"الأكثر روحاً" من طقوس الكنائس الألمانية.

وتعلمت ريتا من والديها طقوس أعياد الميلاد باللغة الكلدانية والتي حرصت على أن تنقلها وتعلمها لأطفالها الذين ولودوا هنا: "مهم جداً أن ننقل لأطفالنا عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا أيضاً حتى لا تضيع ولا تندثر مع مرور الزمن".

وفي يوم عيد الميلاد لا تخلو مائدة الطعام من الوجبات العراقية مثل الباجة العراقية والكليجة وغيرها من الأكلات، تقول ريتا.

وذكرت أن الألمان يهتمون بعاداتهم وتقاليدهم والتي يجدونها مثيرة للاهتمام وخاصة لأن البعض لا يعلم بأن هناك مسيحيون عراقيون في العراق.

وتقول "الكثير يستغرب عندما يرى أننا مسيحيون من العراق ونحتفل بطريقتنا الخاصة لكنهم سرعان ما يشاركوننا الاحتفال".

وتذكر ريتا أنها تحرص على نقل صورة جميلة عن المسيحيين في العراق وبأن العراق بلد متنوع الأعراق والأديان.

وكانت وكالة شفق نيوز قد فتحت ملف واقع المسيحيين في العراق، أمس الأربعاء، متقصية أوضاعهم وتحدياتهم الراهنة في مختلف المحافظات بالتزامن مع مناسبة ذكرى ميلاد المسيح.

وذكر تقرير الوكالة أن المسيحيين يتوزعون تاريخياً في معظم أنحاء العراق، غير أنّ موجات العنف والإرهاب التي شهدها البلد منذ العام 2003 أسهمت في إعادة ترسيم خريطة انتشارهم السكاني، فقد نزح عدد كبير من المسيحيين العراقيين إلى مدن إقليم كوردستان، ولا سيما أربيل ودهوك، فيما لجأ آخرون إلى دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا، في حين اختار قسم واسع الهجرة إلى أوروبا وأميركا بحثاً عن الأمن والاستقرار.

وقد أدت هذه الهجرة الواسعة إلى تراجع حاد في أعداد المسيحيين في مناطقهم التاريخية، الأمر الذي أضعف التنوع الثقافي والديني في تلك المناطق، وألحق ضرراً بالروابط الاجتماعية والاقتصادية التقليدية، كما خلف فراغاً واضحاً في المشهد المحلي وفي مؤسسات المجتمع المدني التي كان للمسيحيين دور فاعل في بنائها وإدامتها.

وبحسب آخر التقديرات المتداولة، يقدر عدد المسيحيين المتبقين في العراق اليوم بما بين 200 و250 ألف نسمة، مقارنة بأكثر من 1.5 مليون قبل العام 2003، ما يعكس حجم الانكماش الديمغرافي الذي تعرض له هذا المكون خلال العقدين الماضيين.

ويقدر مراقبون، قيمة الممتلكات العامة والخاصة للمسيحيين التي جرى الاستيلاء عليها بعد العام 2003 بأكثر من 20 مليار دولار، تشمل مباني ومواقع مختلفة.

وعلى الرغم من إعلان الحكومات المتعاقبة تشكيل لجان تحقيقية لمعالجة هذا الملف، فإن تلك الجهود لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة، في ظل النفوذ الواسع والخطير للجماعات المسلحة التي ما تزال تهيمن على عدد كبير من عقارات المسيحيين، بحسب تصريحات سابقة صدرت عن رجال دين مسيحيين.